أشعر بالرعب من فكرة العيش مع رجل لا يراني إلا لطيفة وخلوقة!

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشكر الساهرين على هذا الموقع الذي نستفيد منه الكثير، جزاكم الله خيرا.

أنا فتاة أبلغ من العمر 35 سنة، على قدر بسيط من الجمال، تقدم لي شاب وسيم جدا، من عائلة غنية، ويصغرني بعام واحد، التقيته بمحض الصدفة قبل سنتين في إطار العمل، ولم نتكلم أبدا، يقول لي إنه كانت لديه خيارات كثيرة، لكنه لم يفكر في تكوين أسرة إلا عندما رآني، ويقول إنه اختارني لأنني أبدو لطيفة وخلوقة، لأنه لن يتحمل العيش مع امرأة صعبة حتى لو كانت فاتنة الجمال، ويكرر دائما جملة أن الجمال لا يهمه أبدا في اختيار الشريك؛ لأنه يبلى مع مرور الوقت، ويبحث عن شيء ذي قيمة أكبر، كالمبادئ، والأخلاق، والسمعة الطيبة.

كلامه جرحني، وأشعر أنني لست جميلة في نظره ونظر أهله أيضا، وثقتي بنفسي اهتزت، أشعر كذلك أن عائلته تستلطفني فقط لأنه أقنعهم بوجهة نظره، أخبرني كذلك أن زوجة أخيه جميلة، ولكنها لا تحترم زوجها، قال أيضا ماذا أصنع بجمال المرأة إن كانت أخلاقها سيئة.

أنا في حيرة كبيرة، لا أفهم قصده، هل يقصد أنني لست جميلة، ولكن يريدني لأنه سيضمن على الأقل أن أكون زوجة صالحة؟ إن كان لا يراني جميلة فلم تقدم لي إذا؟ هل سيؤثر هذا الأمر على زواجنا؟

أنا حاليا أفكر في إنهاء الخطبة؛ لأني لم أستوعب كلامه، وأشعر بالرعب من فكرة العيش مع رجل لا يراني إلا لطيفة وخلوقة! للعلم هو إنسان مثقف، وناجح في عمله، ومتمسك بي جدا، أخاف كذلك من أن أندم في المستقبل، فأنا أتقدم في العمر.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zainab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نرجو منك ما يلي:

أولا: التوقف عن القبول أو الرفض حتى تعلمي جيدا أخلاق الشاب وتدينه، يجب عليك -أختنا- ألا تكوني في صراع نفسي على ما يقصده وما لا يقصده قبل التأكد من الشاب وأخلاقه وتدينه، ولذا نرجو منك ابتداء تكليف أحد محارمك للسؤال عن قرب عنه، سؤال جيرانه، أصحابه في العمل، من يتعامل معهم، وذلك حتى تكون عندك صورة تامة عنه.

ثانيا: كلامه من حيث المبدأ لا غبار عليه، وهو لا يتهمك بشيء، بل بالعكس أنت عنده وعند أهله مقبولة، ولكنه عنده صدمة من وجود جمال في بيته -زوجة أخيه- من غير أخلاق مرضية فأفسد عليهم حياتهم، وهم الآن يبحثون عن الأخلاق أولا، وهذا هو الصحيح، وقد رأى فيك أن أخلاقك -والتي هي الباقية- جذبته أكثر من جمالك، وهذا لا ينفي مطلقا ما ذهب إليه عقلك، وإنما يريد أن يقول لك أخلاقك عالية وهي أول ما شده إليك.

ثالثا: إننا ندعوك بعد الاستشارة إلى الاستخارة، ومن ثم الموافقة، لا يجب عليك التردد -أختنا- لأجل هذه الوساوس التي لا أصل لها.

رابعا: الحياة الزوجية لا تقوم على المثالية، ولا تعرف التطابق في الأفكار والغايات والأهداف والوسائل، بل هي قائمة على الاختلاف، وعليه فابحثي عن المشترك -عند القبول به- معه، وتعايشي مع المختلف فيه، واجتهدي في التغافل، فإن دقة الحياة تفسدها.

نسأل الله أن يسعدك، وأن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات