السؤال
السلام عليكم..
أنا حائرة جدا لأنني أشعر بكآبة، وكسل، وعدم ثقة بالآخرين، حتى زوجي أحس وكأنه سيتركني يوما ما، ويحرمني ابنتي الوحيدة، لا أعرف لماذا أشعر بهذا، مع أنه يحبني كثيرا، ولكنني لا أثق بأهله، وأشعر أيضا بكسل فظيع، فلا أنجز أعمال البيت بشكل جيد، ولا أحب البيت أبدا، وكأنما يوجد شيء داخل المنزل ينفرني منه.
وعندما أكون داخل المنزل أحس بأن جسمي كله يوجعني ويتكسر، ولكن عندما أكون خارج المنزل أصبح نشيطة وكأن شيئا لم يكن، فعندما سافرت مع زوجي الأسبوع الفائت، وذهبنا إلى منطقة جبلية -في بلدنا هنا طبعا- إلى بيت أهله هناك، فإن عندهم منزلا ضيقا، هناك كنت مرتاحة جدا، مع أننا لم نخرج من المنزل أبدا، وكان الجو باردا كنت نشيطة جدا، أستيقظ باكرا وأعد الفطور.
ولكن عندما أكون في المنزل لا أعمل شيئا، وإني أطلب المساعدة منكم، وأرجوكم ألا تردوني خائبة؛ لأنني أحس أني إذا بقيت هكذا سأدمر حياتي الزوجية، وحياة ابنتي، مع أنني لم أكن هكذا من قبل.
وأنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولقد تزوجت زوجي من دون رضا أهله؛ لأنهم كانوا لا يتكلمون معه منذ أكثر من خمس سنوات، ولكن عندما تزوجنا قلت له: يجب أن تصالحهم؛ لأنه مهما كان بينهم فهم أهله، مع أنهم رفضوني، ورفضوا أهلي؛ لأنهم أغنياء، أما أهلي ففقراء، وأنهم لا يعرفون أهلي أبدا إلى هذا الوقت، ولا يريدونهم أبدا.
أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله كل الخير على كل أعمالكم الخيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة دوغانجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الحالة التي تنتابك وهي ارتباط عسر المزاج بمكان وزمان معين، ربما تكون في الأصل هي انعكاس لشخصيتك، وكذلك للتراكمات فيما يخص علاقتك بأهل زوجك، وهذا في الغالب أدى إلى نوع من الإحباط، والذي هو درجة بسيطة من الاكتئاب.
أرجو أن تلتفتي لبيتك ولزوجك أكثر، وأن تعرفي أن الزواج هو شراكة حقيقية، لابد لكل طرف أن يساهم فيها بالصورة المطلوبة، ولا تنسي أن زوجك أو كلاكما قمتما بتقديم بعض التضحيات، بأن تم الزواج بدون رضا الأهل، ولكن الحمد لله الآن أصبحت الأمور أفضل، وإن شاء الله بجهد منك أكثر سوف يكون هنالك نوع من التصالح والتواصل بين الأسرتين، نقول أن هنالك بعض المشاكل، ويعتبر الزمن هو الكفيل بحلها، ومن هذه المشاكل المتعلقة بالعلاقات الأسرية، أرجو أن تجتهدي أكثر، وأن تتواصلي مع أهل زوجك، وسوف إن شاء الله يصلون إلى نقطة القناعة بأن يتواصلو مع أهلك.
الكسل يأتي للإنسان وعدم الرغبة في الأمور أيضا تأتي، ربما يكون هذا اكتئابا كما ذكرته، ولكن في بعض الحالات يكون مجرد تكاسل وعدم شعور بأهمية الموقف، أرجو أن تبذلي طاقات أكثر، وأن تعرفي حتى لو كان هنالك إحباط أو اكتئاب أو مشاكل أو عدم ارتياح، يمكن للإنسان أن يواجهها وأن يقلل منها بالمثابرة والدافعية والإصرار، وأن تكون لديه أيضا ما يعرف بإرادة التحسن والتغيير، فالإنسان يمكن أن يغير من مزاجه ويمكن أن يحسنه إذا سعى لذلك.
هنالك أيضا في نظري أنك محتاجة لعلاج دوائي بسيط يحسن مزاجك، هنالك عقار يعرف باسم بروزاك يعتبر مزيلا للإحباط ويزيد من الطاقات الجسدية إن شاء الله والدافعية، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وهو دواء سليم وفعال وقليل الآثار الجانبية جدا.
هنالك نقطة واحدة رأيت أنه من الواجب أن أذكرها، وهي أن حالات الكسل والضيق تكون في بعض الحالات عند النساء مرتبطة باضطرات هرمونية، خاصة اضطراب الغدة الدرقية، وعليه أرجو وأنصح أن تقومي بفحص لهرمون الغدة الدرقية، للتأكد من أنه لا يوجد عجز في الإفراز، وحتى إن وجد هذا العجز فهو إن شاء الله سهل العلاج، ولا أعتقد أن لديك مثل هذه المشكلة، ولكن ذلك فقط من قبيل الاطمئنان على صحتك.
وبالله التوفيق.