لم أعد أغار من الجميلات لكني أُقيِّم البنات بأشكالهن!!

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ صغري كان لدي بعض العقد تجاه شكلي، وشعور بأني لست جميلة، ولا يزال هذا الأمر يلازمني، ومنذ صغري كنت أغار من البنات الجميلات، حتى أنني وأنا صغيرة كنت أحاول ضربهن إذا لم يرني أحد، لكن الحمد لله لم أعد هكذا، وعندما كبرت قليلا في المرحلة الإعدادية، بدأت إذا أردت مصادقة أي فتاة، أختار البنات الجميلات فقط، وأنصرف عن البنات اللاتي لسن جميلات.

وكان لدي عدم ثقة في النفس ولا زلت، وعلى الدوام دائما أعيش في خيالي، أتخيل كثيرا منذ صغري أني جميلة، أو أن أحدا يمدحني بأني جميلة، أو أي شيء، لأنه تقريبا لا أحد قال لي: إني جميلة من قبل.

المهم، أنا حاليا في الجامعة، لم أعد -الحمد لله- أغار من البنات الجميلات، لكن أنصرف عنهن، وأحاول ألا أختلط بهن؛ لأني أشعر أن من سيراني بجوارهن سيقول مثلا في باله أو قلبه: كيف تسير هذه مع هذه؟ أو سيحتقرونني، أو يشمئزون مني.

المهم أني الآن أصبحت أقيم البنات على أشكالهن، يعني في نفسي، لا أخبر أحدا أبدا والله، لكن أول ما أرى بنتا ليست جميلة، يأتي في بالي من سيتزوجها؟ أو أحزن أنها ليست جميلة، أقصد أحزن عليها، أو أسعد أني الحمد لله لست أشبهها، أو أني الحمد لله شكلي أفضل منها!

المهم أني ليس لدي سيطرة والله على هذا الأمر، أشعر بضيق صدر لأني أفكر هكذا، وأن الله يكرهني، وأنا أحاول أن أنصرف عن هذا الفكر، حتى أنني أرتدي النظارة، وأريد ألا أخلعها لكي لا أرى أحدا، حتى لا يأتي في صدري ما يأتي.

أنا أريد أن أعلم ماذا أفعل؟ وهل حرام علي أن أقول في نفسي إن هذه جميلة أو ليست جميلة ونحو ذلك من الكلام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال على هذا الموقع.

أولا: أختي الفاضلة: أكيد أن ما يخطر في بالك ليس بإرادتك؛ فمنذ طفولتك أنت تستعملين هذا المقياس، فتجدين نفسك مدفوعة إلى تقييم البنات من ناحية الشكل، فربما هذا ليس تحت كامل سيطرتك الذهنية، وبإذن الله سبحانه وتعالى أنت معذورة في هذا، خاصة إذا لم يرافق هذا الشعور كبر ولا حسد، ودوما ندعو الله -عز وجل- بالرحمة والمغفرة، لكن لا يعني ذلك أن لا نعالج هذا الأمر، فلا شك أننا مطالبون بالتخلص من البقاء في ظل هذا التفكير الذي يضيع الوقت ولا يفيد، وقد يوقعنا في الاعتراض على ما قسمه الله؛ نتخلص من هذا التفكير بمعرفة الجمال الحقيقي، والاعتدال في نظرتنا للناس، وإنصاف أنفسنا، وقبل كل ذلك الدعاء أن نتخلص من هذا التفكير السلبي.

أختي الفاضلة: يقول الحبيب المصطفى ﷺ: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. فالجمال -أختي الفاضلة- هو جمال الروح، وجمال الأخلاق، وجمال المعاملة، وجمال القيم، وجمال الشخصية، وجمال التميز والثقافة، وقد لاحظت من سؤالك أنك متمكنة من ناحية القدرة على التعبير عن نفسك، فإن شاء الله تعالى فيك هذه الأنواع من الجمال، بالإضافة إلى جمال الشكل، وحتى جمال الشكل يختلف من ناظر إلى آخر، فما يراه الإنسان جميلا قد يراه الآخر غير ذلك والعكس صحيح؛ لذلك اطمئني إلى ما وهبك الله -سبحانه وتعالى- من الإمكانيات سواء الجسدية أو النفسية أو غيرها.

أما بالنسبة للزواج فاطمئني؛ فالناس بكل أشكالهم يتزوجون وينجبون ويكونون الأسر، فلا تقلقي على غيرك أو على نفسك من هذا، فالله تعالى مقدر التوفيق والنجاح.

أختي الفاضلة، أنت في الجامعة؛ وهذا أمر طيب، كنا نتمنى لو تخبرينا ماذا تدرسين في الجامعة لنطمئن عليك، وعلى كل حال، ندعو الله تعالى لك بتمام التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وتبدئي -بإذن الله سبحانه وتعالى- تنظرين إلى الحياة وإلى الناس بطريقة مختلفة وخاصة نظرتك إلى نفسك.

إن الثقة بالنفس تأتي من الداخل وليست من الخارج، فاعملي على تنمية قدراتك وإمكانياتك، والتركيز على دراستك؛ فهذا يرفع ثقتك في نفسك، فتأتي إليك الفتيات يطلبن ودك ومصاحبتك -بإذن الله سبحانه وتعالى- وهؤلاء البنات من كل الأشكال والألوان.

ولا تنسينا -أختي الفاضلة- من دعوة في ظهر الغيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات