وساوس تأتي بعد ارتكاب الذنوب وتسبب الكسل والإحباط

0 346

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحيانا أحس برقابة الناس لي، وهذا يقلقني جدا، لأني أحس بتكلف في تصرفاتي، وهذا يعود لمدح الناس لي؛ لأني كنت متفوقا في الدراسة، وبعيدا عن متاهات الشباب، وأنا أكره المدح والشهرة.

تنتابني بعض الوساوس التي تتعبني، وأحس أحيانا بالعجز، ويحصل هذا بعد ارتكابي للذنب، وأحس أن الشيطان تغلب علي، وألوم نفسي وأقول: يجب أن أتوب، حتى أحسست أن أعمالي للناس، وهذا ما أوقعني في الإحباط، فأخشى من الرياء كثيرا.

صرت أميل للخمول والكسل، وأصبحت عاجزا عن الدراسة؛ لأني فقدت نكهة الدراسة، ويعود أيضا لكثرة الفتن، وأحس دائما بأني متعب ومريض، أو بي شيء من السحر، وأميل كثيرا للشرود والاستلقاء.

كنت لا أهتم بالوساوس، وكنت أحس بأن الله يساعدني، وكنت كثيرا الابتسام في وجه إخواني، ولكن اشتدت الوساوس، وخاصة وساوس العقيدة والجنس، ومع مصاحبتي لأخ مصاب بوسواس قهري ازداد الأمر تعقيدا، وأصبحت عبوسا، وعندما أحاول الابتسام لإخواني لم أعد أتحكم في ابتساماتي، حتى لاحظ الإخوة ذلك، مما زاد الأمر تعقيدا.

لكن تمر فترات أحاول فيها التوبة إلى الله والتغلب على الوساوس، ولكن خشيتي من الوسواس تجعلني أعود إليه، وأصبحت كلما علمت وسواسا خشيت أن أصاب به.

أعاني أيضا من الجبن أحيانا، وفقدان المبادرة.
أرشدوني وفقكم الله إلى الحل كيف أتخلص من هذه الوساوس حتى أتمكن من التوبة ومواصلة الحياة من دون خوف، الرجاء أن يكون الدواء ربانيا من القرآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحقيقة وردت في رسالتك عدة أمور تتعلق بالشكوك والظنان والوساوس والشعور بالإحباط، وكلها حقيقة نتج عنها عدم القدرة في التحكم في الذات، أو عدم القدرة على كبح جماح النفس.

لا شك أن هذه الأعراض هي أعراض نفسية في المقام الأول، ونحن نؤمن بالسحر، ونؤمن بالعين وكل ذلك، ولكن هذه الأعراض إن شاء الله هي أعراض نفسية بحتة، وهذا بالطبع لا ينفي مطلقا أن تكون حريصا في صلواتك وفي أذكارك وفي وردك القرآني، (( فالله خير حافظا ))[يوسف:64] هذه إن شاء الله مطلوبة، وخاصة في أيامنا هذه، فقد كثرت المعاصي، وكثرة المعاصي تؤدي إلى السحر والعين وخلافه، فيجب أن يكون المسلم كيسا فطنا ويحمي نفسه، وعليك بالرجوع إلى كتب الأذكار المعروفة، مثل كتاب الإمام النووي.

الشيء الآخر: لا شك أن الوقوع في المعاصي هو أمر تحت إرادة الإنسان إلى درجة كبيرة، وهو مسئوليته الشخصية ومسئولية الإنسان، ودائما باب التوبة مفتوح، وهذا من رحمة الله تعالى، والعبد إذا أذنب عليه أن يستغفر، وعليه ألا يكرر خطأه، وعليه أن يندم عليه، وعليه أن يشرع في فعل الخيرات، هذه أمور مأخوذة ومعروفة وثابتة، هذا ينطبق علي وعليك وعلى كل مسلم، فعلينا إن شاء الله بالحرص، وألا نجد لأنفسنا المنافذ التبريرية، وأن نجد لأنفسنا الدفاعات النفسية السالبة كالنكران، فهذه منافذ الشيطان الحقيقية، ويجب ألا نترك للشيطان مساحة يتسع فيها، وإن شاء الله هو مهزوم ومدحور بإذن الله تعالى.

أيها الأخ الفاضل، أرى أنك سوف تستفيد كثيرا من العلاجات الدوائية، والعلاجات الدوائية التي أصفها لك أنت محتاج لدواء يعرف باسم ريزبريادون، أرجو أن تأخذه بجرعة 1 ملج ليلا فقط لمدة ستة أشهر، وهنالك دواء آخر يعرف باسم بروزاك، تأخذ منه أيضا كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر، وتستمر على هذين الدوائين، فهي أدوية طيبة لعلاج الوساوس والتوتر والشكوك والظنان، فالتزم بها تماما.

نتفق تماما معك أن القرآن -إن شاء الله- هو شفاء (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ))[الإسراء:82] فعليك بالحرص عليه وعلى تلاوته والتمعن فيه، وإن شاء الله سوف يجعل لك الله خيرا كثيرا.

وبارك الله فيك، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات