السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ثلاثة أبناء، أكبرهم في الثامنة من عمره، أخشى عليهم من عصبية أبيهم الزائدة، فهو إذا غضب لأي سبب وصادف أن أخطأ الأبناء ولو خطأ بسيطا، أو حتى لم يخطئوا؛ انهال عليهم بالضرب المبرح والصياح، حتى تعلم الأولاد الصمت التام في وجوده، بالإضافة إلى الخجل وفقدان الثقة بالنفس.
إنني فعلا أخشى عليهم، فإذا كان هذا هو أسلوبه معهم في هذه السن الصغير، فكيف سيكون حاله معهم عندما يكبرون وتكبر معهم أخطاؤهم؟!
وسؤالي هو: أيهما أفضل للأبناء: أن ينشئوا بين أبويهم مع أب كهذا، أو مع أم بدون أب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لك الزوج والأولاد، وأن ينفع بكم البلاد والعباد.
فإن الأفضل للأبناء أن يعيشوا مع أب وأم، ومهما كانت قسوة الأب، إلا أن هناك جوانب أخرى ينتفع فيها الأبناء بوجوده، وأرجو أن تجتهدي في تلطيف الجو وتشجيعهم على الصبر، ودفعهم إلى البر بوالدهم، واجتهدي كذلك في نصح هذا الأب بعيدا عن الأطفال، وتذكيره بعواقب القسوة وآثاره السيئة.
ونحن نتمنى أن تحرصوا على تفادي أسباب غضب الوالد، واتفقي معه على منهج موحد في التربية، واطلبي من أطفالك الابتعاد عنه عند غضبه.
وأرجو أن يكون في أعمامهم من يستطيع نصح هذا الزوج، وأن يكون في أعمامهم وأخوالهم من يكون إلى جوارهم، ليغرس في نفوسهم معاني الثقة في النفس، ويكسر عندهم حاجز الخجل الذي يسببه بالدرجة الأولى إحراجهم أمام الناس، وذكر عيوبهم الخلقية أو الخلقية، وكذلك التوبيخ والإساءة لهم أمام الناس.
ونحن نتمنى أن نصطحب دوافع هذا الأب الذي أظنه لا يريد إلا الخير، ولكن كم من مريد للخير لم يصبه، ولكن تذكرنا لهذا الجانب يخفف كثيرا من الآثار السالبة.
وأرجو أن ينصح هذا الأب بأن الأبناء قد يخافون منه اليوم، ولكنهم يكرهونه ويحتقرونه، فإذا كبروا خرجوا من يده وتمردوا على سلطانه وعاندوه، وقد يعادونه والعياذ بالله.
وبالله التوفيق والسداد.