السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي، أعزب، بدون عمل بحكم انشغالي بالدراسة.
لدي عادة ليست سيئة ولا جيدة، وهي أني كلما وسوس لي الشيطان بفعل شيء من المعاصي، مثل: النظر، أو الاستماع لحرام، أو حتى عندما يوسوس لي بالنظر لفتاة في الشارع، أقوم بقرص نفسي قرصة موجعة قليلا، كي أصرف ذهني عن هذه الأفكار، كما يفعل الأب الذي يربي ابنه، وأحيانا أبقي على قطعة مطاط حول معصمي، وأسحبها وأتركها لتضرب يدي وتؤلمني، وبعدها يزول الألم من دون أي أثر أو ندبة، بالمختصر هي عادة لأصرف فيها ذهني عن هذه الأفكار، ولا أتألم إلا شيئا بسيطا مما يكون في الحدود الطبيعية.
سؤالي: هل أحاسب على ما أفعله بجسدي رغم بساطة الألم؟ أيضا أفعل هذه العادة عندما يشرد ذهني أثناء الدراسة، وعندما يوسوس لي الشيطان بالتكاسل عن البدء بالدراسة، أنا أعرف أن هذا يدل على ضعف العزيمة والإرادة عندي، ولكن لم أستطع صرف ذهني عن هذه الأفعال لمدة طويلة دون هذه الطريقة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يسوق إليك الخيرات، ويصرف عنك الشرور والمكروهات، ونشكر لك -أيها الحبيب- حرصك على الابتعاد عن الحرام، وصرف نفسك عن التفكير فيه، وهذا من توفيق الله تعالى لك، نسأل الله أن يزيدك هدى وصلاحا.
وما تفعله -أيها الحبيب- من إيذاء نفسك وتأليم جسدك عندما تراودك أفكار معينة من نوع معين، وتريد بذلك أن تصرف نفسك عن هذه الأفكار؛ هذا السلوك هو سلوك علاجي، يرشد إليه الأطباء النفسيون كما هو موجود في كثير من استشاراتنا لمن ابتلي بشيء من الأفكار والوساوس السيئة، فيحاول أن يربط بين هذه الأفكار وبين ألم جسدي حتى يسهل عليه تحقير هذه الفكرة والفرار منها.
وهذا القدر من الألم ليس فيه إثم، لأنه جزء من العلاج والدواء، وقد شرع الله تعالى لنا التداوي بالكي بالنار حينما يكون دواء، وشرع لنا أيضا التداوي بالحجامة، وهي قطع وإيذاء الجسد، ولكن لما ترتب عليه نفع لهذا الجسم ودفع للأضرار والأمراض عنه؛ كانت مفسدة هذا الألم اليسير منغمرة أمام المصلحة الكبيرة التي يتوقع حصولها بعد ذلك، والدواء في أغلب الأحيان مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل.
وبهذا اعلم أن ما تفعله ليس فيه إثم -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله تعالى أن يزيدك صلاحا، وأن يصرف عنك كل مكروه.