قلق وضعفٌ في الشخصية.. حالةٌ يعانيها أحد طلابي!

0 28

السؤال

هذه مشكلة أحد طلابي -والذي يبلغ من العمر 11 عاما- أراه يحسب كل شيء، ويخاف من كل شيء، ويخجل كثيرا، وذلك منذ طفولته، وسأذكر بعض النقاط التي علمتها وأظنها مفيدة في تشخيص حالته:
- ولادته متعسرة واحتاج لحضانة لـ24 ساعة.
- بكاؤه، خجول ومخنوق منذ الولادة.
- يخاف الصوت العالي أيا كان مصدره.
- يخشى الماء وصوته منذ الصغر سواء البحر أو الحمام، ومؤخرا أصبح يسبح مع القلق، وطبعا بوجود أحد ما قربه.
- تتسارع ضربات قلبه ويقلق، ينام في غرفته مع أخته الأصغر منه، ومن المستحيل أن ينام وحده، وقد حاولنا مساعدته بالحيل النفسية ولم نفلح.
- لم ينقطع عن التبول ليلا أبدا، مع أننا ذهبنا إلى أطباء أطفال ونفسيين، وأخذ دواء نفسيا ولا نتيجة.
- يخشى الحشرات الكبيرة كثيرا، وإن وقفت عليه فإنه يجري ويصرخ بصوته الخجول، حتى تأثر نظره من إحدى الحوادث المشابهة، وبالتدريج لمس جرادة ميتة بصعوبة بالغة.
- لا يدافع عن حقه، ولا يستطيع أن يرد معتديا إلا إن قلنا له نحن، باستثناء أخته؛ فهو يتشاكس معها دائما.
- خجول اجتماعيا، وبطيء ببناء العلاقات، ويجب أن تدفعه أو يدعونه هم حتى يتعرف على صديق أو يلعب معهم.
- في الملعب يأخذ الكرة ويلعب وحده في الزاوية؛ لأنه جديد عليهم، وإذا ركل أحدهم كرته فهو يذهب ببساطة لإحضارها.
- وضعناه في الفنون القتالية فلم يحبها، ويقاتل بخجل، وفي الرماية فاز أكثر من مرة -رغم الجمهور-.
- جيد في التحليل والاستنتاج، وسيء في الحفظ والالتزام.
- قوته وسرعة ردة فعله متوسطة، وتحمله جيد.
- في البيت أصبح نزقا نوعا ما عكس الخارج.

هل من توجيه لمساعدته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك أولا تواصلك معنا بهذا السؤال، وثانيا: على اهتمامك بهذا الطفل وبالأطفال عموما، من خلال إشرافك على الحلقات القرآنية -فبارك الله فيك ونفع بك- فخيركم من تعلم القرآن وعلمه.

أخي الفاضل: من الواضح -ومن خلال ما ذكرت في سؤالك- من أعراض وتفاصيل أن هذا الطفل قد تعرض لسبب أو أسباب معينة لأمر صادم؛ فهو يشعر بالقلق والتوتر وعدم الاطمئنان، وهذا يتجلى من كل الأمور التي وردت في سؤالك، فهو لا يشعر بالأمان على نفسه أو على من حوله أو على الحياة بشكل عام.

لذلك وضعه في الفنون القتالية هذا أمر مبكر عليه جدا، فهو أولا يجب أن يصل إلى مرحلة يشعر فيها بالاطمئنان والسكينة؛ بحيث يأمن على نفسه من الآخرين، ومن ظروف الحياة بشكل عام، أنا أتساءل هل هو طفل سوري هاجر إلى تركيا فتعرض للكثير مما عاناه أهلنا في سوريا أم غير ذلك؟ لا ندري من خلال سؤالك ما أسباب هذا الخلل، إلا أنه بشكل جازم يعاني من القلق من خلال اضطرابات النوم، والتبول الليلي، وأمور أخرى كثيرة وردت!

وأيضا لا أنصح هنا بالعلاج الدوائي، وإنما بالقيام بالأنشطة التي تساعده على التفريغ عما في نفسه وتدخل البهجة والسرور إلى قلبه، ومن خلال إقامة علاقات طيبة مع الأطفال في سنه أو مع الآخرين بشكل عام، ورويدا رويدا سنجد أنه أصبح أكثر اطمئنانا وتفاعلا، وعندها يمكن أن يبادر ويشارك في الكثير من الأنشطة من حوله.

أدعو الله تعالى لهذا الطفل بالاطمئنان والراحة، وأن يجزيك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات