لدي تقلب غريب في مزاجي، ما السبب والعلاج؟

0 37

السؤال

السلام عليكم

منذ أربع سنوات مررت بفترة من الاكتئاب الشديد، علما بأني مررت بفترة عصيبة خلال الدراسة، ودام لمدة أسابيع تقريبا، وعانيت بعدها لفترات من النشاط والسرور، تدوم لأيام، يتبعها حالات من الحزن الشديد والضعف، وألا مبالاة، وقلة تركيز، وإيذاء نفسي بجروح، وتقلب في الشهية، ونوبات بكاء دون سبب، وتستمر لعدة أيام ثم أكون طبيعية بعدها، ثم تدور الحلقة مرة أخرى، وهذا حالي منذ مدة طويلة، ولم أخبر أحدا بذلك، فما السبب؟ وجزاكم الله خيرا.

منذ أربع سنوات تقريبا وفي أواخر أشهر الدراسة استعدادا لامتحان نهاية المرحلة المتوسطة، والانتقال للثانوية، كنت مهتمة جدا بدراستي، وأجدها سببا وجوديا؛ لأنها الشيء الوحيد الذي جلب لي التقدير من كل أقاربي، فصرت متعلقة بها وبات هدفي إحراز النسبة الكاملة، ولكني وبسبب الضغط الدراسي الذي تعرضت له، ولأني تعلقت بإحدى زميلاتي؛ لا أحرز العلامة الكاملة مهما حاولت، وأحس بالوحدة، وحينها دخلت في حالة من الحزن غير المفهوم، وصرت أبكي دون سبب، وشهيتي كانت مضطربة جدا، وشعرت باليأس والفراغ، وتشتت الانتباه، وتوقفت عن الدراسة، ولم أسأل أحدا ليساعدني حتى أتت الامتحانات، وخضتها، وكما في السابق فقدت خمس علامات، وأنا واثقة أني لست مخطئة، ولكن رد فعل أمي أشعرني حينها أني غير محقة، وأتوهم فحسب.

مررت بعدها بأشهر في حزن وتقلبات النوم والسهر، والبكاء ليلا، ولأيام دون سبب؛ حتى دخلت سنتي الأولى من الثانوية، وكنت حينها أنام في كل الحصص، ولا أعرف السبب، وأشعر بأني منفصلة عن من حولي، ولم أكون أي علاقات جديدة مع من حولي.

لقد فقدت اهتمامي بالدراسة، وفي السنة الثانية صرت أمر بفترات من الفرح الشديد والنشاط والقدرة على فعل كل شيء، ويقل نومي، حتى إني أضع كل كتبي واثقة أني سأنهيها في ليلة فقط، ثم أمر بفترات هادئة،وعادية، وأحتار في أمري، ثم أعود مرة أخرى لذلك الحزن والخمول دون سبب!

هكذا استمر الحال حتى عامي الثالث، وأعاني منذ سنة من فترات أشعر بحكة في باطن قدمي ويدي، دون أن يكون عندي أي مشكلة صحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بنيتنا- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح، والذي حقيقة يعبر عن حالة نموذجية لمن يعاني من الاضطراب المزاجي أو العاطفي الثنائي القطب؛ حيث تتقلب بالمصاب الحال بين فترة من النشاط الزائد وعدم النوم، والشعور بالقدرة على الإنجاز الكبير، ومختلط كل هذا بالفرح والسرور، ثم ما هي إلا أيام حتى يدخل في حالة من الكآبة والحزن والبكاء غير المبرر برأيه، إلا أن كل هذا الذي وصفته يكاد يتطابق مع الوصف النموذجي لأعراض الاضطراب العاطفي الثنائي القطب، والمقصود بالثنائي القطب التناوب بين الاكتئاب وعكسه وهو الهوس.

تماما كما وصفت في سؤالك، وبالطبع هذا التقلب المزاجي الشديد يؤثر على الأداء الدراسي وغيره، ويؤثر على العلاقات وعلى شعور الإنسان تجاه نفسه والآخرين والحياة بشكل عام، هذا من جانب، ومن جانب آخر أكاد أقرأ بين الأسطر أن عندك ميلا إلى الكمال (الفكشنزم)؛ حيث تريدين كل شيء أن يكون بشكل كامل، كأن تكون العلامات الدراسية كاملة، فتأثرت جدا لأنه فاتك 5 علامات.

أقول: إن فقدان 5 علامات ليس بالأمر الفظيع، إلا إن كان الإنسان يعاني من هذا الميل المتعب، وهو أنه يريد كل شيء أن يكون (بريفيكت) في غاية الكمال!

صحيح أن الإسلام أمرنا بالإحسان في كل ما نقوم به، إن الله كتب الإحسان على كل شيء، كما ورد في الحديث، إلا أن هذا لا يعني أن نتطلع دوما إلى الكمال، فالحياة فيها هذا وفيها ذاك، فما العمل الآن؟

أولا: أنصحك أن تتحدثي مع أحد من أسرتك، بأن تشرحي لهم ثم تحاولي من خلالهم أخذ موعد مع الطبيب النفسي، فهذه الحالة المزاجية المتقلبة اضطراب ثنائي القطب قابلة للعلاج الدوائي والعلاج النفسي.

أرجو أن لا تترددي أو تتأخري، وخاصة أنك في مرحلة البكالوريا؛ مما يستدعي التنبيه والتركيز والقدرة على الإنجاز، أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية، وأن يجعلك ليس فقط من الناجحات بل من المتفوقات.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات