عندما أقوم للوضوء أو أقف الصلاة تحضر الوساوس..ما العمل؟

0 32

السؤال

السلام عليكم

أنا لدي وسواس في الوضوء والصلاة، وأقعد بالساعات أكرر الوضوء مليون مرة، حتى أطمئن، ومع الصلاة لا أستطيع أن أقف معتدلا بل أظل أرتجف طول وقت الصلاة، وكل هذا بسبب أني أحس بخروج ريح.

حين أقوم للوضوء أو أقف للصلاة يحضرني الوسواس في موضوع الشك في الطهارة، ويصعب الأمر لدي، ولا أدري هل هو سلس أو غير ذلك! كيف أعرف ذلك؟

صرت أخاف من صلاتي وأؤخرها كثيرا، وأحيانا أجمعها، والمشكلة أنه مع الوسواس أصل إلى الاحساس -أستغفر الله- أني منافقة.

ما الحل لمشكلتي؟ وأسأل الله أن يعطيكم العافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Xiana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك شر هذه الوساوس. ونحن نتفهم – أيتها البنت – وندرك مدى المعاناة التي تعيشينها بسبب هذه الوسوسة، فالوسوسة شر عظيم وداء مستطير، ينغص على الإنسان حياته ويذهب عنه صفاءها وهدوءها وسكينتها، ولذا ننصحك أن تكوني جادة في الأخذ بأسباب التخلص من هذه الوساوس، والتخلص منها أمره سهل يسير بعون الله، يحتاج منك إلى عزيمة صادقة واستعانة بالله تعالى.

علاجها النافع الناجع الذي ليس لها علاج أفضل منه ولا أحسن هو: إهمالها، وتركها، وعدم الاهتمام بها، بأن تصرفي نفسك عن التفكير فيها، ولا تلتفتي إليها، وهذا أمر يرضاه الله تعالى منك، فلا يحاول الشيطان أن يوسوس إليك بأهمية الصلاة ويحاول أن يوهمك بأن ترك هذه الوساوس إنما هو تهاون بالدين، فهذه كلها وساوس شيطانية يحاول من خلالها أن يصيدك ويتركك في هذه الشبكة، فقاومي هذا كله بالإعراض الكامل عن هذه الوسوسة.

ما يعينك على ذلك أن تعلمي أن الله يحب منك هذا الإعراض، ويقبل صلاتك كيفما كانت، ويقبل ضوءك، فلا تلتفتي إلى شيء من الأفكار، توضئي كما يتوضأ الناس ولا تكرري الوضوء ولا تعيديه، وكلما حاول الشيطان أن يوهمك بأن وضوءك ناقص قولي في نفسك: (وضوئي كامل ليس فيه أي نقص)، واعلمي أن الله تعالى يقبل منك هذا الوضوء كيفما كان، ولو حصل فيه شيء من القصور – على فرض حصوله – فإن الله يتجاوز عنه.

كذلك افعلي في شأن الصلاة، كبري للصلاة كما يفعل الناس، وصلي صلاتك، ولا تلتفتي إلى أي أفكار تقول لك بأن صلاتك فيها نقص أو خلل، فإذا صبرت على هذا فإن الله تعالى سينصرك على هذه الوساوس، ويخلصك منها.

مع هذا الدواء النافع الناجع العظيم – وهو الإعراض عن الوساوس وعدم الاهتمام بها – أكثري من ذكر الله، فإنه مطردة للشيطان، وحصن حصين للإنسان المؤمن، وأكثري من اللجوء إلى الله تعالى والاستعاذة به سبحانه وتعالى، وحاولي أن تستعيني بالأطباء النفسيين الذين يصفون لك الدواء الذي يعين الجسم على الرجوع إلى حالة اعتداله وتصحيح مزاجه، فهذا جزء من التداوي الذي شرعه الله، النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء) ثم قال: (تداووا عباد الله).

بهذا وحده – أيتها البنت الكريمة – ستشعرين بالراحة والسعادة، ويذهب عنك هذا الهم والغم، وستحافظين على عباداتك دون تأخير أو تسويف، فاثبتي على هذا الدواء واصبري عليه، واصرفي نفسك عن التفكير في هذه الوسوسة، لا تبحثي عن إجابات لأسئلتها، وهذا الذي يرضاه الله تعالى منك ويطلبه منك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير ويصرف عنك كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات