بعد أن كنا أسرة نموذجية يضرب بنا المثل انقلب الحال!!

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحن أسرة بسيطة مكونة من 4 أبناء أنا أكبرهم، والوالد والوالدة، كنا نعيش حالة جيدة ومستقرة، وكنا أسرة نموذجية يضرب بنا المثل في الأخلاق والتحصيل العلمي، متفوقين في المدارس إلى سن البلوغ، بعدها انقلب الحال وتركت الجامعة، وأصبحت تائها ليس لدي اهتمام بأي شيء حتى الاهتمام الشخصي، وكذلك إخوتي، وكأننا نسخ متطابقة!

نعاني من القلق الدائم، والخوف والهلع، والرهاب من الناس، والخجل الشديد، والوساوس، وعزلة عن الناس والأقارب والأصدقاء، لا نريد الجلوس معهم، كل الأمور فاشلة في حياتنا، مشاكل ومشاحنات يوميا، ولا أحد يكلم الآخر، أصبحنا في خصام، ولا يوجد إحساس بيننا، والوالد والوالدة في حالة يرثى لها، يعيشون معنا في هم وغم ومشاكل يومية لا تفارقنا، لا أحد يطيق الآخر، لا ننام الليل وننام طوال النهار، ومع ذلك نشعر بتعب وإرهاق وخمول، لا نستطيع التفاهم مع الناس، فنحن دائما عصبيون ونتشاجر مع الناس، لا نكمل أي عمل بسبب النوم والعصبية والمشاكل، ليس لدينا إدراك للحياة، ولا نفكر إطلاقا في الزواج وتكوين أسرة، جميع من في أعمارنا لديهم أبناء.

ضاقت الأرض بأمي وأبي ودائما في حزن شديد، ويبكون على ما يحصل لنا، تقلب المزاج أراه في نفسي وفي إخوتي، ما يحصل لي يحصل لهم بدرجات متفاوته، كأن أشعر بخجل شديد وتوتر وعصبية، وأحيانا هستيريا مفرطة، ولا أعلم ما سبب هذه الأفكار؟ أفكر في الانتحار بسبب ما نحن فيه، لم ننجح في شيء، وكل من نعرفهم أصبحوا ينفرون منا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الفاضل – عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، الذي حقيقة آلمني من الصورة التي رسمتها عن أسرتكم المكونة من الوالد والوالدة – حفظهما الله تعالى – والإخوة الأربعة الذين أنت أكبرهم.

لا أدري ماذا حصل لهذه الأسرة، فبعد أن كنتم أسرة نموذجية يضرب بكم المثل – كما ذكرت – في الأخلاق والتحصيل العلمي والتفوق الدراسي، ثم حصل شيئا ما غير من توجه هذه الأسرة، والتي شرحت وضعها النفسي والاجتماعي والأسري بشكل جيد، إلا أنه مؤلم حقيقة، أن يكون مصير الأسرة كلها بهذا الشكل.

وأنا أقرأ سؤالك – أخي الفاضل – أتساءل: ما الذي حصل في هذه الأسرة؟ وأول ما خطر في بالي هل الوالد أو الوالدة مروا بحالة نفسية صعبة كوجود مرض نفسي أو اضطراب نفسي؟ فعادة إن حصل هذا فهذا يمكن أن يؤثر على كامل الأسرة، فما ورد في سؤالك هو الحالة النفسية للأب والأم بعد تدهور أوضاع الأسرة، ولكن هل حصل عندهم حالة نفسية معينة سببت الإهمال وعدم متابعة الأبناء الأربعة حتى إهمال نفسيهما – وأنا أتحدث هنا عن الأب والأم –؟ أو هل انتقلتم إلى مكان جديد لم تجدوا فيه الراحة والاندماج مع البيئة المحيطة؟ أم هناك مشكلة كبيرة في الأسرة الممتدة وبالتالي اضطرت أسرتكم أن تعتزل وتبتعد عن الآخرين؟...كلها احتمالات أنت أدرى بها من خلال متابعتك للحالة.

فما العمل الآن؟

طبعا من الصعب من خلال استشارة الكترونية عن بعد أن نعالج كل الوضع الأسري هذا، فأنتم بالمجموع ستة أشخاص، حفظكم الله، ولكن يهمنا طالما أنت الذي كتبت إلينا أنصحك – أخي الفاضل – أن تأخذ موعدا مع طبيب نفسي عندكم في ليبيا - سواء في بنغازي أو طرابلس أو غيرهما - لتجلس معه؛ مما يمكن أن يسألك بعض الأسئلة ويصل معك إلى حل أو تحليل ما مررتم به، ويقوم بتقييم حالتك النفسية أنت بالذات، وبالتالي يضع التشخيص إن وجد، ويصف لك الخطة العلاجية المناسبة.

أخي الفاضل: يقول الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - موجها لنا: (تداووا عباد الله)، إن ما وصفت في سؤالك يشير إلى أن هناك أمرا، والغالب أنه قابل للعلاج، ولكن يجب أن يكون عن طريق الطبيب النفسي، فأرجو ألا تتردد أو تتأخر أو تمنعك الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي من أخذ موعد مع هذا الطبيب، وكما يقال: (ما خاب من استشار)، داعيا الله تعالى لكم جميعا بالتوفيق والسداد، كما يمكنكم الاستماع للرقية الشرعية وقراءة سورة البقرة في البيت كل يوم أو كل ثلاثة أيام فإن فيها البركة، والمحافظة على الأذكار، والرقية تنفع ولا تضر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات