السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، عمري 21 عاما، أدرس في كلية الهندسة المدنية، أعاني من اضطراب نفسي يأتيني عند المذاكرة، وهو: تذكر مواقف محرجة أو أشياء خاطئة فعلتها تجاه أشخاص معينة من أفراد عائلتي، أو أصدقائي، أو جيراني، وهذه المواقف عند تذكرها ابدأ في سب نفسي لتذكيري بها.
ولا يحدث هذا إلا وأنا بمفردي في غرفتي، ولو حدث أمام الناس لا أسب نفسي ولكن أقوم بحركات لإلهاء نفسي، ونسيان الأمر الذي تذكرته كإدخال نفسي في محادثة مع من حولي.
لم أعط لهذا الموضوع أي أهمية إلا عندما بدأت أعراض المرض بالظهور في جسمي؛ كالرعشة العشوائية، والنغزات، وقمت بزيارة طبيب المخ والأعصاب فقال لي: أنني مصاب بالتوتر والضغط النفسي، وعدم الثقة في النفس، ووصف لي دواء (اندرال وبوسبار ومكملا غذائيا للأعصاب)، وعندما قال لي سبب الأعراض تذكرت ما يحدث لي أثناء المذاكرة.
أتمنى أن أجد حلا لهذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما ذكره لك طبيب الأعصاب صحيح وهو: أن الذي عندك درجة بسيطة من قلق التوتر الذي يحدث في أوقات الضغوطات النفسية أين كانت، فأنت مثلا عند المذاكرة وتذكرك لواجباتك الأكاديمية وما يجب أن تحفظه وتستذكره هذا يعتبر موقفا يسبب الضغط النفسي للإنسان الذي أصلا لديه شيء من الاستعداد والقابلية للتوتر.
فهذه الهفوات النفسية -أيها الفاضل الكريم- تختفي -إن شاء الله تعالى- بمرور الأيام والزمن، وأعتقد أنك أيضا شخص حساس بعض الشيء، وربما أنك تميل إلى حديث النفس وشيئا من الوسوسة، وهذه ليست أمراضا نفسية أبدا، هذه مجرد ظواهر ولا تصل لمرحلة الاضطراب.
أنا أعتقد أن الدواء الذي سوف يفيدك هو عقار (فلوفكسمين) والذي يعرف باسم (فافرين) هذا هو اسمه التجاري، دواء جيد جدا لعلاج مثل هذه الحالات، وليس هنالك ما يمنعك أن تتناوله مع (الاندرال والبوسبار) والمكون الغذائي، تحتاج (للفلوفكسمين) بجرعة بسيطة وهي أن تبدأ بتناول 50 مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها 100 مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، دواء فاعل وممتاز جدا.
طبعا بجانب العلاج الدوائي لا بد أن يكون لك نوع من الأعمال الفكرية تحقر من خلالها أي تفكير سلبي أو أي شعور سلبي، وتستبدله بما هو إيجابي، أنت ذكرت شيئا جميلا حين قلت: إنك في بعض الأحيان تقوم بنوع من الحركات لإلهاء نفسك ونسيان الأمر، أو تحادث نفسك هذا لا بأس به أبدا، هذا نوع من الحيل النفسية التي يلجأ لها الإنسان لتحل أي إشكالية نفسية تطرأ عليه، لكن طبعا هذه الحركات التي ذكرتها يجب أن لا تكون واضحة للناس.
أنصحك: بأن تحقر الأفكار السلبية، وأن تستبدلها بأفكار إيجابية، واجعل نمط حياتك كله إيجابيا، تجنب السهر، مارس الرياضة، نظم وقتك، احرص على أداء واجباتك الدينية، والصلاة في وقتها يجب أن تكون على رأس الأمر، تكون بارا بوالديك، ولا بد أن تكون لك أهداف ومشاريع حياتية، أنت طبعا الآن في المرحلة الطلابية ويجب أن يكون تركيزك نحو التميز الأكاديمي وهذا ليس بالصعب أبدا.
الإنسان دائما يضع أهدافه، ويضع الأهداف الاستراتيجية التنفيذية مثلا: كيف أتميز كطالب، تتميز من خلال حسن إدارة الوقت، أن تتجنب السهر، أن تعبي نفسك بالطاقات الإيجابية لتستفيد من فترة الصباح في المذاكرة، ثم الذهاب إلى المرفق العلمي ويكون استيعابك في أحسن حالاته، أن تمارس الرياضة، أن تهتم بتغذيتك السليمة، وتخصص وقتا للمذاكرة، الآليات -إن شاء الله تعالى- موجودة وأنا حقيقة على ثقة كاملة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تتخلص من كل هذه الأعراض وتستقر نفسيا، تناول (الفلوفكسمين) كما وصفته لك، وإن أردت أن تستشير طبيبك فلا بأس في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.