السؤال
كنت آخذ كورسا لعلاج مرض الذهان، وكان الكورس عبارة عن حقنة كل أسبوعين، وأولابكس وديباكين وأسيتون، وأكثر دواء أخذته وطالت مدته هو الأولابكس olapex وقد انتهيت من الكورس منذ ثلاثة أسابيع، وما زلت أشعر بأعراض جانبية حتى الآن، مثل الدوار الدائم، عدم القدرة على بذل المجهود، ولعب الرياضة، مشاكل جنسية، قلة استيعابي في المذاكرة والفهم، وقد سمعت أن الأدوية التي كنت آخذها تعمل على مستقبلات الدوبامين والسيروتينين، وتعمل على تقليل نشاطها؛ فيهبط الجسم ويجعله خاملا.
سؤالي: هل سوف تظل هذه الأعراض الجانبية معي إلى الأبد، وسأظل كما الآن لا توجد عندي قدرة على بذل المجهود والمذاكرة؟ وهل سوف تظل هذه المستقبلات لا تعمل بكفاءتها مثلما كنت طوال عمري؟
ملحوظة: أخذت هذا الكورس بعدما حصلت لي مشاكل لمدة 4 أو 5 أيام بعد رمضان السابق، مثل سماع أصوات غير موجودة، ولكن قبل أن تحصل لي هذه المشاكل وقبل أن آخذ الأدوية كنت إنسانا نشيطا جدا، أمارس الرياضة، وأذاكر، وأركض في الصباح مبكرا بعد الفجر، ولكن بعد أخذ الأدوية أصبحت محبطا جدا وخاملا، ولا توجد عندي قدرة على التعلم أو بذل المجهود، فهل سأظل هكذا طوال عمري؟ ولو كنت سأظل هكذا هل هناك أدوية آخذها كي تجعلني نشيطا مجددا، أو أدوية تجعل هذه المستقبلات تعمل بكفاءة مجددا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل الأدوية التي وصفت لك هي أدوية تستعمل لعلاج نوبات الذهان إذا كان حادا أو مزمنا، وهي أدوية فعالة جدا لعلاج الاضطرابات الذهانية -كما ذكرت لك- وما دام الطبيب قد وصف لك أيضا الدباكين غالبا تكون الحالة التي أتتك هي حالة ذهانية هوسية، هذا في الغالب.
هنالك أمران لا بد أن أوضحهما لك:
أولا: ما تشتكي منه من أعراض هذا طبعا ناتج من العلاج ولا شك في ذلك -وإن شاء الله تعالى- سوف يختفي تماما بالتدريج، لا يأخذ أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة، وفي ذات الوقت لا بد أن ألفت نظرك إلى أنه في بعض الأحيان حين يعالج الذهان -خاصة إذا كان من النوع الهوسي- قد يدخل الإنسان في نوع من عسر المزاج الاكتئابي، أي تحدث له حالة اكتئابية، وغالبا الحالات الاكتئابية التي تعقب الذهان ليست شديدة، لكنها تؤدي إلى الشعور بالتكاسل، تؤدي إلى افتقاد الدافعية، وتؤدي إلى أن يكون مزاج الإنسان متكدرا، وتقل رغبته في فعل الأشياء الإيجابية، هذا أيضا قد يكون حصل لك، وهذا -إن شاء الله تعالى- تلقائي وسوف ينتهي.
إذا لا تنزعج أبدا لموضوع الآثار الجانبية؛ لأنها -إن شاء الله تعالى- عابرة ووقتية، وساعد نفسك من خلال أن تتجنب السهر، وأن تنام نوما ليليا مبكرا، وحين تنام نوما ليليا مبكرا تستيقظ مبكرا -إن شاء الله تعالى- وتصلي الفجر وأنت نشيط، ويمكنك أن تدرس بعد ذلك مثلا لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى الجامعة، هذا وقت ممتاز جدا؛ لأن استيعاب الإنسان فيه يكون مرتفعا، خاصة إذا نام الإنسان مبكرا، وطبعا ممارسة الرياضة أيضا مهمة جدا لك، فأرجو أن تواظب عليها.
يا حبذا أيضا لو قمت بفحوصات طبية عامة، تتأكد من مستوى قوة الدم لديك -أي نسبة الهيموجلوبين- وتتأكد أيضا من نسبة السكر، تتأكد من مستوى فيتامين د، وفيتامين ب12، ووظائف الغدة الدرقية، وكذلك وظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الأملاح في الدم، هذه فحوصات أساسية جدا، وهي بسيطة وغير مكلفة أبدا، فإذا القيام بهذه الفحوصات سوف يطمئنك أيضا؛ لأن النقص في بعض المكونات كفيتامين د أو ب12 أو أي عجز في الغدة الدرقية، قد يعطي نفس الأعراض التي تحدثت عنها.
النقطة الثانية: هي أهمية الاستمرار على علاج يمنع الانتكاسات للحالة التي عانيت منها، وهذا الأمر يجب أن تناقشه مع طبيبك، الطبيب الذي بدأ العلاج أنا متأكد أنه على دراية تامة بالخطة العلاجية التي يريد أن يرسمها لك، ومن ناحيتي أقول لك: توجد أدوية ممتازة جدا لعلاج الأمراض الذهانية، وكذلك الأمراض الهوسية، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يسمى اريببرازول -هذا هو اسمه العلمي- ويسمى تجاريا ابليفيا، ويوجد عقار آخر يسمى ايميسلبرايد -هذا هو اسمه العلمي- واسمه التجاري سوليان، أيضا من الأدوية الراقية، لا يؤدي إلى الشعور بالهمدان أو التعب أو افتقاد الطاقات، وفي ذات الوقت يعالج المرض بصورة فعالة جدا.
فيا أخي الكريم: تواصل مع الطبيب ليضع لك الخطة العلاجية المناسبة، والتي تمنع حدوث أي انتكاسات؛ لأن أي انتكاسة غير مرغوب فيها أبدا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.