السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ فترة سنة تقريبا من حرارة شديدة جدا في الوجه والأذن اليمنى أو اليسرى، أحيانا جزء واحد من الوجه أحس وكأنه ضباب، مع ألم وظهور تحسس لم يكن موجودا، فجأة في يوم وليلة كانت الحرارة شديدة جدا لا يستطيع أحد أن يتحملها، أنا بنت قوية لا أشكو من شيء بسيط، ذهبت إلى الطبيب العام وعملت فحوصات فيتامينات، وأخذت كل اللازم من دون أي تحسن!
ذهبت إلى استشاري غدد وهرمونات، وعملت ما يتجاوز 12 فحصا للهرمونات والغدد، وكلها كانت سليمة، نصحوني بالذهاب إلى استشاري أعصاب وبالفعل ذهبت، وعملت رنينا للرأس، وكان سليما أيضا، ذهبت إلى شيخين أحدهما قال: عين، والآخر: سحر، لم ألق لذلك بالا؛ بدأت بالرقية وحدي، والدعاء، وتقربت إلى ربي، لكنني كلما أدعو بدأت تأتيني أفكار جنسية وكفرية، وصور قذرة، كرهت نفسي جدا.
أيضا تأتيني أفكار أن الله لن يستجيب دعائي؛ لأني في هذا البلاء أصبحت أقرب إليه، وأني سأبقى على هذه الحال ولن أشفى، تعبت جدا! كنت مفعمة بالحياء، ودائما أضحك، أصبحت أبكي بشكل دائم، أكره نفسي، وأحس أن دماغي سيتفجر، أتمسك بالحياة من أجل والدي وعائلتي!
لا أخفيكم فكرت بالانتحار، لكني خفت من ربي، وعلى أهلي، أريد أن أعود كما كنت، أنا بنت بسيطة، أعمل ولا يوجد عندي وقت فراغ، أتمنى أن أعود وأضحك وأتخلص من الأفكار القذرة التي آلمتني أكثر من ألمي الحقيقي، أشعر أني سيئة، تعبت والله!
انصحوني أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالنسبة للشعور الشديد بالحرارة في الوجه والأذن اليمنى واليسرى أحيانا، ربما يكون ناتجا من التهاب بسيط في عصب الوجه أو في عصب الأذن -وإن شاء الله تعالى- يكون هذا الأمر عارضا وتختفي هذه الأعراض تماما.
أنت -الحمد لله تعالى- أجريت الفحوصات دقيقة وكاملة، وهذا يطمئننا تماما أنه -إن شاء الله تعالى- لا يوجد أي سبب عضوي في حالتك، وأنا حقيقة شاهدت بعض حالات القلق النفسي والاكتئاب النفسي البسيط تظهر في شكل آلام في الوجه أو انقباضات في عضلات الرقبة والرأس -كل هذا شاهدناه- فليس من المستبعد أيضا أن يكون السبب نفسيا، حتى وإن كان قلقا بسيطا، حتى وإن لم تكوني تحسين بأي مشاعر سلبية أو قلق أو توتر؛ فالقلق قد يأتي بصورة مقنعة جدا تظهر في شكل أعراض جسدية، هذه احتمالية.
أما بالنسبة للأفكار التي تورد عليك؛ فهي أفكار وسواسية، والوسواس بالفعل مزعج؛ لأنه غالبا يتسارع مع المنظومة القيمية عند الإنسان، ومعظم الأفكار الوسواسية إما أن يكون محتواها جنسيا أو دينيا أو عنفيا، وكلها حقيقة أشياء غير مرغوبة، أطمئنك تماما أن هذه الأفكار -إن شاء الله- ليس عليك أي حرج فيها -وإن شاء الله تعالى- سوف تزول.
سوف أصف لك علاجا دوائيا ممتازا يقضي عليها تماما -إن شاء الله تعالى- وفي ذات الوقت أريدك أن تتعاملي مع هذه الأفكار بالتحقير التام، لا تخوضي في حوارها أبدا، حقريها تجاهليها، واصرفي انتباهك عنها تماما؛ وذلك من خلال الإتيان بأفكار مخالفة لها، أفكار ممتازة، أفكار إيجابية، أفكار تكون محببة إلى نفسك، صرف الانتباه بهذه الكيفية نعتبره قيمة علاجية كبيرة.
أما الدواء الذي أود أن أصفه لك، عقار يسمى سيرترالين -هذا هو اسمه العلمي- وله عدة مسميات تجارية، منها: زوالفت، ولسترال، وربما تجدينه في هولندا تحت مسمى تجاري آخر؛ وذلك حسب الشركة المنتجة، المهم اسمه العلمي سيرترالين، تبدئين في تناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما، من الحبة التي تحتوي على 50 مليجراما، تناوليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين يوميا، أي 100 مليجرام وهذه الجرعة العلاجية الوسطية الكافية جدا في حالتك.
علما بأن الجرعة الكلية للسيرترالين هي 4 حبات في اليوم، أي 200 مليجرام، لكن أنت لست بحاجة إلى هذه الجرعة، سوف تستجيبين -إن شاء الله تعالى- استجابة ممتازة على جرعة 100 مليجرام يوميا، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي المدة العلاجية، وليست مدة طويلة أبدا؛ لأن الوساوس القهرية مرض انتكاسي، إذا لم يعالجه الإنسان بجودة وكفاءة عالية ربما يرجع.
بعد انقضاء الثلاثة أشهر وأنت على جرعة 100 مليجرام من السيرترالين، خفضي بعد ذلك الجرعة إلى 50 مليجراما، وهذه الجرعة الوقائية تتناولينها يوميا لمدة شهرين، ثم من أجل التوقف عن الدواء خفضي الجرعة إلى 25 مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.