كنت على علاقة بفتاة للزواج ثم تبت، فهل ظلمتها؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 24 عاما، وأعمل مبرمج تطبيقات الحاسوب، وقد أعجبت بفتاة في الجامعة على خلق حسن، وكانت تدور بيننا محادثات اجتماعية ومشاركة لأحداث أيامنا، وتطلعاتنا، وكلما مرت الأيام انجذبت لها أكثر، وكانت نيتي الزواج منها متى استطعت.

علمت بمحض الصدفة منذ نحو عامين أنها كانت على علاقة بزميل آخر لنا في الجامعة، لفترة قصيرة، ولكنها تركته لإدراكها بأنها لم تكن تحبه فعلا، وإنما كانت متحمسة لتجربة الحياة العاطفية.

هذه المعلومة لم تغير مشاعري تجاهها، وما زلت أحبها، وهي أيضا اعترفت لي بحبها منذ ثلاثة أشهر، ولكني تيقنت أن هذه العلاقة لا تصلح لي، وقد عزمت التوبة إلى الله، وقد أخبرتها أن علاقتنا لا بد أن تنتهي هنا، لأني لن أستطيع الزواج بها، مع علمي أنها كانت على علاقة بزميلي في الجامعة، والذي هو يعتبر حتى وقتنا هذا صديقا لي وهو الذي أخبرني بعلاقته معها، ولم يكن قد تجاوز مشاعره تجاهها، وأعلم أنه قد يعتبرني خائنا لصداقتنا إذا علم أني سأتزوجها.

الآن بعد أن أخبرتها بأني لن أستطيع الزواج بها بهذه الحجة، ونيتي أني أبتغي التوبة إلى الله، خصوصا أني متذبذب دينيا، حزنت حزنا شديدا، لأنها أحبتني بصدق، وتعلقت بي، أنا أعلم هذا، وأحست أنها مظلومة، لأني سأتركها لسبب ليس بيدها، واعترفت بهذا الخطأ في الماضي، فمن منا على حق؟ وكيف يمكنني مساعدتها أن تتخطى هذا الشعور السيئ، وألا يؤثر انتهاء علاقتنا بالسلب على حياتها الزوجية مستقبلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تكون قرة لعينك، وسكنا لنفسك، وأما صالحة لأولادك.

نصيحتنا لك – أيها الحبيب – أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة، فإن العلاقات بين الشباب والفتيات مدخل من مداخل الشيطان، قد يجرهما بهذه العلاقة إلى الوقوع في أنواع من المآثم والمعاصي، فهي خطوة من خطوات الشيطان، كما قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].

لا يجوز إنشاء علاقات وتبادل أحاديث بين الشاب والشابة، فيها إثارة أو كلام عن الحب والعشق ونحو ذلك، فهذا من المزالق التي ينبغي الحذر منها، وما دمت قد قررت أنك لن تتزوج هذه الفتاة فدعها وشأنها، وسيجعل الله تعالى لها بديلا صالحا، فقد قال الله عز وجل عن المتزوجين فضلا عن الخاطبين: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما} [النساء: 130].

ما دمت لا تريدها للزواج فبين لها حقيقة رغبتك وأنك تعتذر عن إتمام الزواج، ثم اقطع كل وسائل التواصل بها، حتى تنساها، وإذاكان فسخ الخطبة أو التراجع عن إتمام الزواج ليس فيه ظلم، فكيف وأنت من الأساس لم تخطبها؟ وإنما هو مجرد كلام عاطفي دخل فيه الشيطان.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير وييسر لك الأمور.

مواد ذات صلة

الاستشارات