السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من آلام في المعدة، وأعراض الجرثومة، مع ظهور دم أثناء التبرز -أكرمكم الله-، تزامنت مع ظهور حبة الهربس الفموي، ثم بعد أسبوع إلى أسبوعين التهبت عيني اليمنى، وبدأت بانتفاخ أسفل العين، ثم بدأت أعراض التهاب الملتحمة، واحمرار وانتفاخ في الجفن العلوي مع إفرازات، وبعدها بيومين حدث انتفاخ في الغدد اللمفاوية في أعلى ويمين الرقبة وأسفلها، وبعدها بيوم أو يومين بدأ ألم في اللوز اليمنى.
قبل كل ذلك كنت قد راجعت عيادة الأسنان لسن في الجهة اليمنى أيضا، هل الأعراض متصلة ببعض وتدل على عدوى بكتيرية أو فايروسية؟
أعاني في كل هذه الفترة من خمول، وآلام في العضلات، ونحافة ملحوظة! وكيف أعرف إذا كان التهاب العين التهابا عاديا أم التهاب هربس انتقل من الفم؟ وهل هو خطير؟ علما أن الهربس الفموي بدأ معي منذ طفولتي.
راجعت المستشفى ولم يقوموا بعمل أي تحاليل، إنما اكتفوا بصرف مضاد لي، ولم أخبرهم عن الهربس؛ لأني لم أكن أعلم أنه فايروس، وأنه ينتقل إلى العين، وما التحاليل اللازمة في هذه الحالة؟
أرجو الرد علي ولن أنساكم من خالص دعائي، فأنا في هم لا يعلم به إلا الله!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الهيربس البسيط Herpes Simplex Virus: التهاب فيروسي يحدث في الوجه، وخصوصا على جانب الفم، وهو عبارة عن بثور مؤلمة، وعلاجها حبوب وكريمات، وقد يظل الفيروس كامنا في الجسم لفترة، ومع نقص المناعة، أو معاودة التعرض للعدوى ينشط الفيروس من جديد، وقد يؤدي انتقال العدوى إلى إصابة العين بالفيروس، لكن التهاب العين قد يعود إلى التهاب بكتيري وليس فيروسي.
وعلاج الهيربس من خلال تناول مضادات الفيروسات، مثل: أسيكلوفير acyclovir، أو فالاسيكلوفير valacyclovir، أو فامسيكلوفير famciclovir، ولكل من هذه الأدوية جرعات خاصة، لكن من المفترض تناول الدواء 5 مرات في اليوم لمدة لا تقل عن 7 أيام، مع وضع كريم من نفس نوع الدواء على مكان الإصابة.
ويمكن استخدام قطرات فيروسات للعين، وقطرات مرطبة للعين أيضا، لكن يفضل زيارة طبيب عيون لتأكيد التشخيص، وتناول الدواء المناسب.
وانتفاخ الغدد الليمفاوية أمر متوقع مع كل التهاب بكتيري وفيروسي، ولا خطورة منه، وتشفى الغدد الليمفاوية ويقل حجمها مع شفاء العضو المصاب المجاور لها، لكن لا يقل حجمها كثيرا، وتظل محسوسة لكن لها وظيفة قائمة في سحب رشح الخلايا (مادة الليمف) وبمساعدة الأوعية الليمفاوية، حتى تصل تلك المادة إلى الدورة الدموية بجوار القلب.
وللخمول والكسل: من المهم فحص صورة الدم cbc، وفحص فيتامين D، وفيتامين B12، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل، كما يمكنك قياس الأجسام المضادة للهيربس سواء المناعية أو النشطة؛ لمعرفة هل الإصابة تم شفائها أم ما زال الفيروس نشطا؟ وهي: Antibodies Test (IgG and IgM HSV).
وفيما يخص النحافة: يمكنك تعويض عدم الرغبة في الأكل وفقدان الشهية من خلال تناول وجبات خفيفة ومتكررة، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله-، ويمكنك تناول مقويات للدم؛ للتغلب على حالة الضعف العام، وعدم التركيز، وسوف تتحسن حالتك الصحية -إن شاء الله-.
والخميرة تحتوي على فيتامين ب المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية، وتحسن الهضم، وزيادة الوزن؛ إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة مع الزبادي، وحتى العصائر.
هذا مع أهمية المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك لما فيه الخير.