اختفى ألم الصدر وأصبت بضيق تبعه قلق ووساوس!

0 30

السؤال

السلام عليكم.

عندما كنت في عمر ١٦ سنة شعرت بألم في صدري في الجهة اليسرى، وكنت أظن أنه مرض في القلب، وأنني سأموت في أي لحظة، واستمر الألم والخوف حتى بداية عام ٢٠٢٠ وكان عمري حينها ١٩عاما؛ حيث أصبت فجأة بألم شديد في الصدر، وخوف شديد، فقمت بعمل التحاليل، وإيكو وتخطيط على القلب، وتبين أنني سليم.

بعد أسبوعين من الألم الشديد والخوف اختفى الألم، وأصبت بضيق في التنفس، وشخصني الدكتور بالقولون العصبي، وأعطاني علاج (فلوكسيتين 20 ودينكست) لمدة سنة كاملة، واستمررت على العلاج مدة سنتين وأكثر، وخلال هذه الفترة ظهرت علي أعراض أخرى مثل: الاكتئاب والقلق والخوف، ولكن أكثر شيء يزعجني هو الوسواس القهري، وتكرار الأشياء بشكل سخيف، وأيضا أصبت بإسهال مزمن وغازات، وكثرة التجشؤ، وإفراط في تناول الطعام، وبالسمنة، هل من الممكن أن تشخص حالتي وتقدم لي النصيحة؟ وآسف على الإطالة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: آلام الصدر التي بدأت معك والتي أتاك الظن بأنه مرض قلبي؛ هذا ليس صحيحا، الذي حدث لك هو أنه حدث لك نوع من القلق النفسي مصحوبا بنوبات خوف وهرع وشيء من الوسوسة، وطبعا القلق النفسي والخوف يؤديان إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر أجزاء الجسم تأثرا بالتوترات العضلية ذات المنشأ النفسي هو القفص الصدري؛ لذا يحس الناس بالضيقة والكتمة في الصدر والنغزات أيضا في القفص الصدري، والبعض يأتيه الشعور بقرب الموت؛ لأن الصدر فيه القلب، والقلب هو مركز الحياة كما يعتقد الناس.

بعد ذلك حالتك أخذت بعض المناحي السلبية، لكنها ليست سلبية كبيرة، علتك ليست علة كبيرة أبدا.

طبعا الدواء الذي تناولته دواء مفيد جدا، لكن الذي يظهر لي أنك لم تغير نمط حياتك، لا بد للإنسان أن يطور حياته مهما كانت الأعراض الموجودة، وتطوير الحياة يقوم على أساس تحقير الأفكار السلبية، ألا تهتم أبدا بهذا القلق والخوف، وكذلك الوسوسة، أن تتجاهل، وأن تعمل ما هو إيجابي، وأن تعمل ما هو ضد القلق وما هو ضد الخوف، وذلك بأن تحسن إدارة وقتك، أن تكون لديك برامج يومية إيجابية، أن تكون شخصا ذا همة عالية، أن تجتهد في العمل، وتبحث عن العمل، وكونك عاطلا عن العمل هذه مشكلة كبيرة جدا حقيقة.

العلاج حقيقة في حالتك ليس من خلال الدواء فقط، لا، الدواء يساعد لكن بنسبة قليلة، الذي سوف يساعدك هو أن تبحث عن عمل، أن تحسن إدارة وقتك، أن تكون شخصا فاعلا في أسرتك، أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، ووجباتك الدينية، ويجب أن تكون الصلاة على وقتها على رأس الأمر، وأن تمارس الرياضة، وأن تهتم بغذائك.

هذه هي الحياة المطلوبة – أيها الفاضل الكريم – وهي من واقعنا، نحن لا نطالب الناس حتى يتغيروا إيجابيا بأن يأتوا بأشياء مستحيلة، لا، هذه كلها أمور موجودة في حياتنا وبسيطة وتحت إرادتنا، فقط احرص على التطبيق، وهذه هي نصيحتي لك أيها الفاضل الكريم.

أي نوع من الوسواس يجب أن تحقره، وألا تتبعه، وطبعا الإفراط في تناول الطعام والسمنة؛ حقيقة لا أريد أن أنتقدك، ولا أريد أن أشعرك بالذنب، لكن هذا أمر ناتج من التساهل، النفس لا تتبع في كل شيء -أيها الفاضل الكريم-، وكل الأعراض التي لديك من غازات وخلافه هي لأنك لا تعمل، لأنك لا تتحرك، لأنك لا تتريض، لأنك لا تنظر للحياة بشيء من المسؤولية والنظرة الإيجابية.

فأرجو أن تأخذ بكلامي هذا فيما يتعلق بإدارة حياتك، وهذا هو علاج حالتك، ولا بأس أن تتناول الـ (فلوكستين) مرة أخرى؛ فهو دواء رائع جدا، سوف يساعدك، تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا – أي عشرين مليجراما – استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين يوميا – أي أربعين مليجراما – وتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقل إلى الجرعة الوقائية بأن تخفض الدواء وتجعله كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يميز الفلوكستين بأنه غير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثر أبدا على هرمونات الذكورة أو الصحة الإنجابية، كما أنه يساعد على تخفيف الوزن في كثير من الحالات.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به – أخي الكريم – وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات