السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ أكثر من 9 سنوات، أحب زوجي، أو كنت أحبه، لكنني أشعر باليأس والحزن، واجهت الكثير من المشكلات معه، تزوجت وأنا صغيرة، هربا من المشاكل بين أمي وأبي، ولدي ذكريات سيئة كثيرة مع زوجي.
منذ ولادة أول طفل، أصبح زوجي كثير الانتقاد، طوال الوقت ينتقد كل شيء، حتى إذا قمت بإعطاء رأيي في موضوع مطروح للنقاش، ينتقد ويقلل من شأني، ويعارضني في الرأي دائما، حتى أنني بدأت أشك في نفسي، وبدأت أبحث عن سبب المشكلة.
يوجد منزل أمام منزلي لا يوجد به إلا شباك واحد، في يوم سألت زوجي إن كان هذا شيئا غريبا، فأجاب أنه ربما صاحب المنزل يحب ذلك، قلت له ربما هو غيور، بعد فترة من الزمن سهرنا بالخارج وقلت لزوجي: "انظر، لا يوجد سوى شباك واحد، ربما صاحب المنزل يحب ذلك." بدأ بمهاجمتي كعادته وقال: "ربما صاحب المنزل مريض، ربما يفعل أشياء مخالفة" حدثت عدة مواقف مشابهة لهذا الموقف، وتأكدت أن زوجي ربما هو مريض نفسي.
أيضا يتأثر جدا وبسرعة بكل شخص يتعامل معه، إذا تحدث مع شخص يصلي، يلتزم بالصلاة ويفعل كل شيء لإبهار الشخص بشخصيته، متقلب في مزاجه جدا، منذ فترة بدأ يعمل على الإنترنت مع شخص كان يعمل معه قديما، هذا الشخص لا يحب أم زوجته، كان زوجي يعمل معه قديما، وكان يقول إن جميع مشكلاتنا بسبب أمي، اليوم وبعد انقطاع سنوات، هذا الرجل يقول: إن أم زوجته ما زالت تحرض زوجته، وزوجي في كل مشكلة يقول إن أمي كذلك.
أنا أشعر بالتعب والإرهاق والتفكير الزائد في التخطيط لكيفية التعامل معه، أشعر بالوحدة وأنا بجانبه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – بنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يصلح لكم الأحوال، وأن يسعدكم بالعيال والمال.
بنتنا الفاضلة: لا بد أن تصبر الزوجة على زوجها، وإذا لم تصبر على الزوج فعلى من يكون الصبر؟ ونسأل الله أن يعينك على اكتشاف ما في هذا الزوج من إيجابيات وتضخيمها وتنميتها؛ لأن هذا هو الذي تقوم عليه الحياة، فنحن معاشر الرجال ومعاشر النساء بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته.
إذا كان زوجك يتأثر بمثل هذا الكلام الذي يسمعه، فلا تتأثري أنت بردود أفعاله؛ لأن هذا دليل على أن ما عنده ليس قناعات ثابتة، وإنما يسمع الناس يقولون كلاما فيقول مثل ما قالوه.
لذلك أرجو ألا تخبري الوالدة بأنه يتكلم عنها، وأنه يجعلها سبب المشاكل، فإن هذا لا يزيد الأمور إلا سوءا، ولكن عليك أن تحرصي على حسن التعامل معه، وتقدير الظرف الذي يمر به، وأنت أكثر من يعرف شخصية هذا الرجل، والمرأة إذا عرفت زوجها تفادت الأمور التي تثير غيظه وغضبه.
لذلك أتمنى ألا تتأثري إذا سمعت منه كلمة سالبة، أو أظهر لك أنك لست بفاهمة، أو لا تعرفين الأمور، هذا لا يضرك، المهم أن تعرف الزوجة حياتها وتعاملها مع زوجها، وتربيتها لأطفالها، والأمور التي تخص النساء.
لذلك أرجو ألا تقفي طويلا أمام هذا الذي يحدث من زوجك، وحاولي دائما فهم شخصيته، وفهم ما عنده من إشكاليات حتى تكوني عونا له، ولا تكلفي نفسك ما لا تطيقين، فإن الإنسان لن يجد في هذه الدنيا شخصا بلا عيوب ولا نقائص، ولكن علينا أن نتعامل، فإذا وجدنا إيجابيات كبرناها وضخمناها وحمدنا الله عليها، أو وجدنا سلبيات فإننا نصبر عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكم الود والحب والخير والوفاق.
نتمنى ألا تأخذ هذه الأمور أكبر من حجمها، من المصلحة ألا تخبروا أطرافا أخرى بهذا الذي يحدث، وحبذا لو شجعت زوجك حتى يكتب إلينا ليتواصل مع الموقع، ومن حقكم أن تكتبوا استشارة مع بعضكم، ويمكن أن تكون الأسماء مخفية، أو تتخذوا أسماء بعيدة، أو تطلبوا حجب الاستشارة، عندها لن يشاهدها أحد سواكم.
نحن سعداء بهذا التواصل، ونذكرك بأن الموقع يرحب بكم، والمؤمنة إذا وجدت فراغا ينبغي أن تملأه بذكر الله وطاعته وتلاوة كتابه، ثم بتطوير مهاراتها الحياتية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.