السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة موظفة، تقدم لخطبتي اثنان: أحدهما متزوج وعنده أبناء، وآخر أصغر مني وغير متزوج، الأكبر معه سند حفظ للقرآن، وعرف بصلاحه ونباهته، فهو يملك شهادة ماجستير في الهندسة، والأصغر مني عرف بأدبه بين الناس، ويصلي الفجر عند ذهابه لعمله، ولكنه يدخن.

أهلي رفضوا الأول كونه متزوجا، مع أنه صاحب خلق ودين، ولا أشعر بأنه بخيل؛ لأنه وعدني بمنزل، والآخر جيد، ولكني أشعر أنه لا يغار، وحريص جدا على المال، واهتماماته مختلفة عني، هكذا أشعر.

تم العقد، ونحن الآن في فترة الخطبة، وقد مرت عدة أشهر، ولم أشعر بأي شيء تجاهه، فماذا أفعل هل أتركه وأرتبط بالآخر مع رفض أهلي له؟ وهل سأعيش حياة جيدة بالرغم من وجود زوجة وأبناء، أم سأعيش حياة أفضل مع من يصغرني سنا؟ علما أنه متمسك بي كثيرا، ولكنني أشعر أنني بأمان أكثر مع المتزوج.

ساعدوني أريد الحل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – بنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

بعد ارتباطك بالشاب الثاني أرجو أن تطوي صفحات الشاب الأول، واجتهدي في إصلاح الخلل الذي عنده، واعلمي أن المرأة لها تأثير كبير على زوجها، وحاولي إخراج هذا الأول من قلبك؛ لأن الفتاة لا يمكن أن تتعلق بشاب وهي مرتبطة بغيره، والحمد لله هذا الثاني أيضا فيه صفات جيدة، ونسأل الله أن يعينه ويعينك على الإكمال، وأن يهديكم جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

الأمر الثاني: موافقة الأهل وحرص الأهل له علاقة كبيرة بالنجاحات التي يمكن أن تحدث لك في الحياة بتوفيق من الله -تبارك وتعالى-، فالرجال أعرف بالرجال، ودائما وجود الفارق الكبير في العمر، وأيضا وجود أطفال ووجود زوجة من الأمور التي تشوش على الإنسان، لا أقول: لا يعني ذلك أن فرص النجاح معدومة، ولكن أعتقد أن الوقت قد مضى بعد الارتباط بهذا الشاب، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

هذا الذي يحدث بعد أن تم العقد بسبب أن العقل يحضر، وتتذكر الفتاة المسؤوليات، مما يصيبها بشيء من البرود؛ لأن العاطفة غابت وحضر العقل، بعد أن أصبحتم فعلا في ارتباط شرعي عن طريق هذا العقد، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

من المهم كما قلنا: إخراج ذاكرة الارتباط بالأول الذي هو أكبر منك بسنوات، وله أولاد، وله زوجة، إخراج فكرة الارتباط به من قلبك مهم؛ لأن له علاقة بالفتور الذي يصاحبك في العلاقة بالشاب الذي طرق الباب، وقابل أهلك الأحباب، وأسس لعلاقة شرعية، ونسأل الله أن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.