السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، عمري 33 سنة، أصبت مؤخرا بوعكة صحية بسبب مشكلة حصلت، وسببت لي ضغطا نفسيا شديدا، وعندما أصبت بالوعكة الصحية، ظننت أني سأموت، ومن بعدها أصبحت أوسوس بالموت بشكل دائم، وأني سأموت الآن، وأفكر بالآخرة كثيرا، وأصبحت ملتزما بصلاتي؛ لأنني كنت لا أصلي قبلها، وتأتيني نوبات من الهلع خوفا من الموت إذا أحسست بأي ألم، وذهبت إلى أكثر من طبيب، وعملت كل الفحوصات، وكلها سليمة، والحمد لله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
نعم -أخي الفاضل- في كثير من الحالات عندما يصاب الإنسان بمرض أو وعكة صحية؛ فإنه قد يصاب أيضا بما أسميته بنوبات الهلع، وهي نوبات مخيفة حقا، يشعر فيها الإنسان بتسرع ضربات قلبه ورعشته وتعرقه، ويشعر وكأنه على وشك أن يغمى عليه، أو حتى يفقد حياته، وما هي إلا دقائق أو نصف ساعة حتى يهدأ وتذهب هذه الأعراض، والعادة أن يذهب المصاب إلى قسم الطوارئ في المشافي أو العيادات الخاصة، إلا أن كل الفحوصات تكون طبيعية.
فاحمد الله تعالى لك على أن فحوصاتك كلها كانت سليمة، فهذا أمر طيب، ولكن عليك الآن أن تنتبه أن هذه الحالة حالة نفسية، في هذا العمر من الشباب لا تسبب هذه النوبة وفاة -بإذن الله- وإنما هي مجرد نوبة مخيفة، إلا أنها لن تسبب الأذى لك، فحاول أن تتكيف معها من ناحية أنك عندما تشعر ببداية هذه النوبة أن تأخذ نفسا عميقا، وتجلس إن كنت واقفا، أو تستلقي إن كنت جالسا، وهكذا تطمئن نفسك حتى تذهب هذه النوبة بأمن وسلام، وقد تعود مرة بعد مرة حتى يمر بعض الوقت، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، فتذهب نهائيا عنك.
فاطمئن، هي لن تدوم معك، فإذا حصل وانتهت فهذا طيب، وإلا إذا استمرت فيمكنك أن تراجع عيادة الطبيب النفسي، فلعله يساعدك بوصف أحد الأدوية التي تساعد على التخفيف أو التعافي من نوبات الهلع هذه.
داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.