السؤال
أعينوني أعانكم الله.
أنا في السنة الأولى في تخصص العيون، ولكني لا أشعر بجاذبية نحوه، وأفكر جديا بتغييره.
عندما تخرجت كانت نتائجي جيدة جدا، وكان أملي السفر إلى أمريكا لأجل العلم والمال وأحضر لامتحاناتها، لكن أبي عارض؛ لأنه لا يريد أن أسافر لفترة طويلة.
أفكر في الجراحة كاختصاص قوي ولكن أخشى الضغط النفسي، أفكر في القلبية والعظمية ولكن أرى أنهم كثر، وأرى أن طب الأعشاب مفيد لكن طريقه غير واضح، حلمت دائما بالسفر وتأسيس نفسي ماديا وعلميا، أضف أني لا أثق بالاختصاص في بلدي ليجعلني الطبيب الذي أحلم، أفكر كحل وسط أن أكمل تحت الاختصاص في بلد أجنبي.
صدقني صار لي عام ونصف أنام وأنهض وأنا أفكر، لا أستطيع أن أستمتع بأي شيء، جزاكم الله عني كل خير، وفرج الله عن كروبكم كما تفرجون عن كروبنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليس من السفر خير إلا لمن كان له دين يحميه وإيمان يحصنه، وإذا كان طلب العلم متاحا في بلدك وإلى جوار والديك فاجتهد في الطلب، ولا تنظر إلى أوضاع الأطباء وكثرتهم، ولكن ركز على المجال الذي تستطيع أن تأتي فيه بالجديد المفيد، وتقدم فيه خدمة للقريب والبعيد، وليس في تخصص طب العيون نقص أو خلل، فاشغل نفسك بالجد والمذاكرة، ولا تعرض نفسك للفتن من خلال السفر إلى بلاد الشهوات، ولا مانع مستقبلا بعد الزواج من طلب العلم في أي مكان، حتى تستطيع أن توفق بين طلب العلم والمحافظة على الدين والعفة، وتناول رضى والديك وتكون في خدمتهم.
وأرجو أن تعلم أن الطالب الجاد يحقق النجاح في أي مكان، ولكل مجتهد نصيب، ونحن ننصحك بأن لا يكون طلبك للعلم من أجل الوظيفة والمظاهر، لأن هذا هو الذي أضاع العلم.
وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه: كيف نلت العلم؟ فقال: بلسان سؤول، وقلب عقول، فلا تضيع وقتك في الحيرة والتفكير، واعلم أن العبء الأكبر في الدراسات الجامعية يقع على الطالب، ولذلك فإننا نجد أن الفرق بين خريج وآخر كبير جدا، وذلك لإن الأول اجتهد وسأل وتابع وركز، والثاني كان يكتفي بالملخصات والنتف.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله وطاعته، والبعد عن معاصيه، فإن الخطيئة تنسى العلم، كما قال ابن مسعود، وتحرم صاحبها من التوفيق والنجاح، وعليك بكثرة التوجه إلى من يجيب من دعاه واحرص على بر والديك، وكن وصولا لرحمك، وأكثر من الاستغفار والصلاة على رسولنا المختار، وأحسن إلى الضعيف واليتيم والجار.
والله الموفق.