السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في معركة مع الذنوب، أتوب وأرجع للذنب مرة أخرى، معركتي مع الشهوة الجنسية، أريد قفل باب الشيطان بالزواج، ولكني طالب وليس معي دخل كافي، أريد الدراسة في الجامعة، ولا يمكنني مصارحة أهلي في موضوع الزواج الآن، فماذا أفعل؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
معركتك مع الذنوب والتوبة والعودة إلى الذنب هي تجربة يمر بها الكثير من الناس، الشيطان يستغل الضعف الإنساني والشهوات ليصرف الناس عن طريق الخير، ﴿إن ٱلشیۡطـٰن لكمۡ عدوࣱ فٱتخذوه عدواۚ إنما یدۡعوا۟ حزۡبهۥ لیكونوا۟ منۡ أصۡحـٰب ٱلسعیر﴾ [فاطر ٦]، ومع ذلك الإسلام يعلمنا أن باب التوبة مفتوح دائما، وأن الله غفور رحيم.
بالنسبة لموضوع الزواج: هو بالفعل من الوسائل التي يمكن أن تساعد في غلق باب الشيطان كما ذكرت، لكن الزواج يتطلب استعدادا ماديا ونفسيا، ويجب أن يبنى على أسس صحيحة ومتينة.
إليك بعض النصائح للتعامل مع هذه المعركة:
1. احرص على الصلوات الخمس -خاصة صلاة الجماعة- والنوافل، وقراءة القرآن، والدعاء، والذكر، هذا سيقوي صلتك بالله ويساعدك على مقاومة الشهوات، ﴿ٱتۡل ماۤ أوحی إلیۡك من ٱلۡكتـٰب وأقم ٱلصلوٰةۖ إن ٱلصلوٰة تنۡهىٰ عن ٱلۡفحۡشاۤء وٱلۡمنكرۗ ولذكۡر ٱلله أكۡبرۗ وٱلله یعۡلم ما تصۡنعون﴾ [العنكبوت ٤٥].
2. الصوم يعتبر تدريبا روحيا وجسديا، وهو وسيلة فعالة لتقوية الإرادة والتحكم في الشهوات، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)؛ أي يمنعه من الحرام.
3. ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في استهلاك الطاقة الجسدية بشكل إيجابي، وتقلل من الشعور بالإحباط والتوتر.
4. ابتعد عن كل ما يثير الشهوات من: أفلام، ومواقع، ومجالس.
5. الأصدقاء الصالحون يمكنهم أن يكونوا سندا لك في طريقك نحو الخير.
6. العمل على تحقيق أهدافك التعليمية والمهنية يمكن أن يشغل تفكيرك، ويبعدك عن التفكير في الشهوات.
7. ابدأ في التخطيط لمستقبلك الزوجي من الآن، بحيث تكون جاهزا ماديا ونفسيا عندما تتخرج وتحصل على وظيفة، (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) [النور/32-33].
8. إذا شعرت أن المعركة تتجاوز قدرتك لا تتردد في طلب الاستشارة من عالم دين موثوق، أو مستشار متخصص.
9. التوبة عملية مستمرة، والمهم هو الإصرار والمثابرة: ﴿قل للۡمؤۡمنین یغضوا۟ منۡ أبۡصـٰرهمۡ ویحۡفظوا۟ فروجهمۡۚ ذ الك أزۡكىٰ لهمۡۚ إن ٱلله خبیرۢ بما یصۡنعون﴾، إلى أن قال: (وتوبوۤا۟ إلى ٱلله جمیعا أیه ٱلۡمؤۡمنون لعلكمۡ تفۡلحون﴾ [النور 30-31].
تذكر أن الله يحب التوابين، ويعلم بصدق نواياك وجهودك في السعي نحو الخير، وكن دائم الدعاء بأن ييسر الله لك أمورك، ويعينك على ما تريد.