السؤال
السلام عليكم.
أنا آنسة، عمري ٢٦ عاما، لدي أختان أصغر مني، ٢٣ عاما، و٩ أعوام، وأبي متوفى، وبسبب الظروف التي مرت علي لم أعد أفكر في موضوع الزواج، ورفضت كل من تقدم لي؛ لأني تعودت على العناية بأمي وأخواتي، لدرجة التعلق الشديد بهم.
الآن تقدم لي عريس آخر، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ أخاف أن أغير نظام حياتي، وأترك عائلتي، فلا يستطيعون العيش بدوني، وخاصة أختي الصغيرة ذي ال٩ أعوام؛ فأنا أحبها كثيرا، وأعتبرها مثل ابنتي.
أنا أشعر بأنني لا أستطيع ترك عائلتي، ولذلك أرفض أي عريس يتقدم، لكن والدتي الآن حزينة، وتريد مني أن أرى العريس المتقدم، فماذا أفعل في هذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسنت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم والدك، وأمواتنا، وأموات المسلمين.
نحيي هذه المشاعر النبيلة، وهذا الحرص على رعاية الوالدة والأخوات، ونسأل الله أن يتقبل منك، وأن يرفعك عنده درجات، وأرجو أن تعلمي أن الحياة تمضي، وأن المرأة بحاجة إلى زوج، وبحاجة إلى أبناء، وأن زواجك سيسعد الوالدة، ويسعد الأخوات، بل في زواجك ضمان -إن شاء الله- في استمرار هذه الخدمات عبر الأطفال الذين سيرزقك الله بهم؛ ليكونوا في خدمة الخالات، وفي خدمة الوالدة.
فلا تتأخري في هذا المشروع، وخاصة أن الوالدة ترغب في ذلك؛ فإن إرضاء الوالدة باب ومفتاح للخيرات، ومفتاح لتوفيق رب الأرض والسماوات، ولذلك ينبغي أن تدركي أن هذا من أكثر ما يسعد الوالدة؛ فكل هذا المجهود الذي تعملينه هو لإسعاد الوالدة والأخوات، ومما يسعدهم أن يشاهدوك سعيدة في حياتك، وإن كان من وصية في هذه الأحوال:
فنحن نوصيك بأن تحسني الاختيار، وأن توضحي له ذلك، ليكون عونا لك على التوفيق بين مهامك كزوجة، وبين الاستمرار في الرعاية لأخواتك وللوالدة.
وهذه الأخت الصغيرة يمكن أن تكون معك، ويمكن أن تشترطي أيضا على هذا المتقدم أن تكونوا في سكن مجاور، أو على مسافة قريبة من الوالدة والأخوات؛ لتستمر منك الرعاية، ويستمر منك الاهتمام، وغدا ستحتاجين لمساعدتهم، وإلى أن يكونوا إلى جوارك.
الناس للناس من بدو وحاضرة ... بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
والإنسان يحتاج للآخرين، فكيف بالأخوات، وكيف بالوالدة؟ ولذلك أرجو أن تنظري إلى نهايات الطريق، ولا تنظري للواقع الذي أنت فيه، واعلمي أن مثل هذه الشروط تكون واضحة؛ فالزوج الذي يتزوج امرأة تتحمل مسؤوليات، تقول: بأنه ليس لدي مانع بأن أكمل معك مشوار الحياة، ومثلك لا يرد، ولكن يهمني أن يكون لي دور في رعاية والدتي وأخواتي.
واعلمي أن الأخوات أيضا سيمضين بعد أيام، أو بعد سنوات في نفس الطريق، وسيأتي من يتقدم لهؤلاء البنات أيضا ليستأنفن الحياة الطبيعية مع الأزواج، نسأل الله أن يسعدك ويسعدهم.
إذا لا تترددي في رؤية الخطاب، واسمعي كلام الوالدة؛ فإن ذلك سيسعدها ويسعدك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.