السؤال
شيخنا وأستاذنا حفظه الله.
لدي استشارة أرجو من الله العلي القدير أن يعينك على سرعة الرد لأني بحاجة إلى قرار سريع.
أنا شاب عمري 31 سنة، أعمل بعمل براتب متواضع بالأردن لا يسمح لي بفتح منزل، أردت السفر لأستراليا لمحاولة العمل والدراسة هناك، وتوقف طموحي عندما عرضت والدتي علي فتاة تعرفها للزواج، استخرت وأقبلت وأخرجت موضوع الدراسة من تفكيري، البنت تسكن بالإمارات مع أهلها، وضع أهلها أحد شروط الزواج وهو أني أقيم معهم أول سنة من الزواج، وأحاول البحث عن العمل في الإمارات، قبلت الأمر على أن أحاول لمدة ثلاثة أشهر بعد الزواج، وذهبت لمدة 14 يوما، قبل الزواج قرأنا الفاتحة، وأعطيت والدها المهر، وقابلت للعمل هناك ولم يحصل النصيب.
الآن أفكر بترك الفتاة وخطبتها، لأني لا أقدر على الإنفاق، علما أني أحببت الفتاة، وهي أحبتني، وللأسف (قبلتها بحرارة)، وأنا الذي بادر بهذا الموضوع، علما أني أخاف الله، وأخاف الوقوع بالمعاصي، لكن ما اختلى رجل بامراة إلا وكان ثالثهما الشيطان، علما أن أهل الفتاة يريدون المبالغة بتكاليف العرس، وأنا خائف على مشاعر الفتاة فقط، ولكن أقول الحل الآن قبل تفاقم المشكلة (عدم القدرة على الإنفاق، وخاصة أنها تعيش بمستوى معيشي مرتفع)، علما أنه لم يتم عقد رسمي بيننا لغاية الآن، وأنا لا يهمني المهر الذي دفعته بقدر ما يهمني أني أحل هذه المشكلة الآن، فماذا أفعل؟ وجزاك الله كل الخير، وأعانك ورزقك وأسعدك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمك رشدك، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإننا نقترح عليك أن توضح الأمر للوالدة، وتترك لها الفرصة لتطلب من أهل الفتاة الانتظار، وتجتهد أنت في البحث عن عمل حتى تتمكن به من إعداد نفسك، وأرجو أن تستغفر وتتوب مما حصل، وتجتنب الخلوة بتلك الفتاة أو بغيرها، واعلم أن الله بتارك وتعالى يمهل ولا يهمل، وأن للمعاصي شؤمها وآثارها، فاتق الله في نفسك، وفي بنات الناس، واعلم أن الإنسان قد يحرم الرزق والتوفيق بالذنب يصبه: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
وأرجو أن تجعل ما حصل بينك وبين الفتاة سرا مكتوما في كل الأحوال، وتوبوا إلى الله من ذلك العمل، ولا تجلس معها إلا في وجود محارمها إذا كانت هناك ضرورة لذلك، مع رعاية الحشمة والآداب، فإن العواقب لا تؤمن، والشيطان يستدرج ضحاياه خطوة خطوة، ولذلك نهينها عن اتباع خطوات الشيطان.
ونحن نتمنى أن يتفهم أهل الفتاة الوضع، ويساعدوكم على إتمام مشروع الزواج، ويجتهدوا كذلك في إيجاد وظيفة لك، ولا يخفي عليك أنه لا خير في الإسراف، وأن خير البر عاجلة، وأنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وإذا حصل الوفاق، فإن الرزق بيد الكريم الفتاح.
فأكثر من اللجوء إليه، وداوم على ذكره في المساء وفي الصباح، وعليك بالسعي والاجتهاد وبذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب، وأكثروا من الاستغفار، فإنه مفتاح الخزائن والأرزاق، ألم يقل ربنا الخلاق: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12].
وعلى كل حال فأنتم مطالبون بحسن عرض التطورات على أسرة الفتاة، وترك القرار المناسب لهم، وإذا كانت الفتاة مناسبة معك وحصل القبول فلابد من تضحيات مشتركة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.