السؤال
أنا أعمل وأصرف على عائلتي المكونة من زوجتي وطفلين، وكذلك على أبي وأمي وأختي وأخي وأختي وأولادها، ولا أتذمر من مساعدة أهلي، ولكني أتذمر من المشاكل اليومية بسبب وبدون سبب، وقد طلبت من والدي أن يعطيني رضاه حتى أترك المنزل وأسكن لوحدي، ولكنه للأسف رفض، وقال بالحرف الواحد: لا أنت ابني ولا أعرفك إن فعلتها.
ماذا أفعل بالله عليكم، فأنا بين نار أهلي ونار الراحة النفسية المنشودة، وخوفا من غضب أهلي، وبالخصوص أبي وأمي، الرجاء الرد بالسرعة الممكنة، حتى أعرف ماذا أفعل، هل أستمر بالعيش بكنف والدي أم ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن رضا الوالد لا يقدر بثمن، ولن تعرف قيمة وجود الإنسان مع والديه إلا إذا فارقت أطفالك، فإن حنان الأبوة هو حنان الأبوة، ولن تكتمل راحتك وسعادتك إلا بسعادة والديك، وإذا كنتم قد صبرتم لسنوات فما أحوجكم إلى المصابرة أكثر وأكثر.
وأرجو أن تشكر زوجتك على صبرها، واجتهدا في تفادي أسباب الأزمات، ولا أظن أن المشاكل تنتهي بخروجك من المنزل؛ لأنه سوف تظهر مشاكل من نوع آخر، وسوف تشتد الغيرة والنفرة بين زوجتك وأمك، وسوف تتهم بأنك لا تهتم إلا براحة زوجتك، ولا أظن أن الحياة تخلو من المشاكل، فاحمد الله على ما أنت فيه، وكن إلى جوار والديك، وحاول أن تحتفظ لزوجتك بخصوصياتها، واجتهد في تأسيس دار مجاورة حتى تتمكن من الإشراف على والديك وإخوتك، واجعل هذا الأمر مشروعا للمستقبل.
أما الآن فنحن نتمنى إقفال هذا الملف، وأخذ كلام والديك بعين الاعتبار، واعلم أن لكلامه هذا خلفيات غير مرئية، فربما كان يفكر في وجهة نظر الناس الذين سوف يسألون عن الأسباب ويشعلون النيران، ولا يخفى أن الناس لا يعجبهم العجب، ورضاهم غاية لا تدرك، فاجعل رضا الله غايتك، واعلم أن إرضاء والديك من رضا الله.
ونحن نوصيك وزوجك وأنفسنا بتقوى الله والاشتغال بما يرضيه، وأرجو أن تعمروا قلوبكم بالإيمان، وحياتكم بالذكر والقرآن، واصحب والديك بالمعروف، واصبر على إخوانك، وقدم راحة والديك على راحتك، ولن يضيع أجرك عند الله، وسوف تجني ثمار هذا البر في الدنيا قبل الآخرة، ولن يدوم الأمر على هذا، وسوف يأتي اليوم الذي يطالبونك فيه بفعل ما يريحك، خاصة عندما يكبر أطفالك ويكثرون، ونسأل الله أن يهيئ لإخوانك وأخواتك ما يسعدهم، وسنة الحياة أن تخرج البنات إلى بيوت أزواجهن، ويبحث الأبناء عن مستقبلهم، ولن يندم الإنسان على صبره.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، ويغفر ذنبك.