السؤال
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
أتمنى أن تعطوني حلا لحالتي الغريبة منذ البداية، والتي كانت منذ 3 أشهر، عندما عدت للمشي كل يوم لمدة 15 دقيقة، بعدها صرت أحس بدوخة طفيفة، وشد في عروق اليد اليسرى، وعند جبيني اختفى الشعور، كنت أمشي في الخارج وعدت للبيت عصرا، وبعد ساعة خرجت أحسست بدوخة وليس إغماء، لكنها دوخة غريبة، استمرت معي حتى وقت النوم في الليل، وفي اليوم التالي اختفت.
عدت لممارسة الرياضة والمشي، وبعد فترة شعرت بزيادة ضربات القلب، وضيق التنفس، ضيق غريب ليس خانقا، لكني أحاول التثاؤب لأخذ النفس، خفت وصرت أتابع نفسي وأدقق على أبسط التفاصيل، وأصبت بإمساك، وقرأت على النت عن أعراض الأمراض، وسبب تحرك عروق اليد أو نبضها، والصفير بالأذن.
ذهبت لدكتور أجرى التحاليل و-الحمد لله- صورة الدم سليمة، ولدي نقص فيتامين D-27، وكنت خائفا من قبل التحاليل من وجود مرض خبيث يسبب لي هذه الأعراض، أو أي مرض آخر، ومن ثم تحسنت نفسيتي قليلا، واستعملت فيتامين D.
عشت حياتي بعد ذلك وقررت تخفيف الشيشة، ومنذ أسبوع كنت أشعر بضغط نفسي، فتناولت الطعام ودخنت الشيشة، وبعدها خرجت في السيارة وكنت طبيعيا، لم أشعر بشيء، وتوقفت عند محل لشراء الأغراض، وأنا في المحل أحسست بالنبض في معدتي، قلت بأنه أمر عادي، ركبت السيارة ومشيت بجانب الجسر والطريق الأيمن مزدحم فزاد النبض، وتعرقت، وزاد خوفي وارتفعت النبضات وشعرت أنها النهاية، أجريت بعدها تخطيطا للقلب وكان سليما، وأجريت التحاليل كلها فكانت جيدة عدا البوتاسيوم، لا أعلم ما الحل..
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
السر يكمن في الشيشة وكمية التبغ الكبيرة التي تتناولها؛ مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم، والشعور بالدوخة؛ حيث تحل الغازات السامة من أول وثاني أكسيد الكربون، محل الأكسجين في مركب الهيموجلوبين؛ مما يعرض الخلايا لنقص الأكسجين، ويؤثر بالتالي على العمليات الحيوية داخل الجسم.
وقد تحول لديك الخوف الطبيعي من الأمراض إلى خوف مرضي ونوبات هلع، وهو ما يفسر زيادة النبض والتعرق والدوخة ونوبات الهلع؛ تنتج عن اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ؛ مما يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية والمزاجية، والحل في يدك، يجب أن تتوقف عن تدخين الشيشة، وعن أي تدخين حتى تتخلص من الغازات السامة التي تستنشقها وتؤثر على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري.
وبالإرادة والعزيمة يمكنك فعل ذلك، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت أضرار التدخين، وكيفية الإقلاع عنه، يمكنك الاستفادة منها لكن لابد من اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، سواء في هذه المرحلة أو عندما تصاب لاحقا بعد سنوات بالتهاب مزمن في الرئتين، وذبحة صدرية في القلب، وترسب الكوليسترول في الشرايين، والضعف الجنسي، ومشاكل السكر والضغط، وللأسف هذا هو واقع المدخنين عندنا في العيادات، خصوصا بعد الخمسين من العمر.
وفيما يخص نوبات الهلع والخوف المرضي، يمكنك زيارة طبيب نفسي لفهم طبيعة المرض، وكيفية التعامل معه، وهذا ما يسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، ويمكنك تناول حبوب بروزاك 20 ملغم، لضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، كبسولة واحدة يوميا لعدة شهور تصل لعام كامل؛ مما يساعد في علاج تلك النوبات.
ويمكنك العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي، أو إحدى الرياضات الجماعية، مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.