هل يمكن عقد القران بدون مهر حتى نتهيأ للزواج؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

كنت على علاقة بشاب، وقررنا أن نبتعد لوجه الله تعالى، ولكي ييسر الله طريقه في الزواج بي؛ فأنا أحبه لدرجة كبيرة، وسأصبر -بإذن الله- خوفا من حدوث شيء حرمه الله، فهل يستطيع أهله التحدث مع أهلي لقراءة الفاتحة وعقد القران بدون مهر، وتأجيل الزواج للسنوات القادمة القليلة؛ لستر أنفسنا، وخشية الوقوع فيما حرمه الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -ببنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب عليكم لتتوبوا، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يهديكم لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أولا: أحسنتم بالحرص على التوقف التام، وصدق التوبة مع الله تعالى مطلب، والتوبة التي يقبلها الله هي التي فيها إخلاص، وفيها صدق، وفيها توقف عن الخطأ، وفيها ندم على ما حصل، وفيها عزم على عدم العودة، وفيها الإكثار من الحسنات الماحية.

ومما يعينكم على الثبات التخلص من كل آثار الماضي، وإيقاف التواصل والاتصالات جملة وتفصيلا؛ حتى توضع العلاقة في إطارها الشرعي.

ثم على الشاب إن كان صادقا أن يبادر، وأن يأتي بأهله ليطرقوا بابكم، وبعد طرق الباب، وتأكدكم من إمكانية حصول الزواج يمكن تحويل العلاقة إلى خطبة، ولا نريد للخطبة أن تطول؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وطولها يجلب المشاكل والمتاعب، وفي وقتها لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

عند ذلك يمكن أن تنتقلوا للمرحلة الأخيرة، وهي مرحلة كتب الكتاب، وعقد النكاح، وهذه العلاقة ستكون فيها أريحية أكثر، ولكن أيضا لا بد من الانتباه لبعض الأمور، فحتى تتهيؤوا للزواج فيجب أن يكون الزواج معلنا، وتكون مراسيم الزواج واضحة، وأن يشارك الأهل في الفرح، ونحن نشجع على عدم الإسراف في هذه الأمور، وخير البر عاجله، وخير النساء أقلهن مؤونة، وننصحكم بكتمان ما حصل من تواصل؛ حتى لا يساء بكم الظن، وحتى لا يكون ذلك سببا لعناد الأهل هنا أو هناك، وحتى لا يعلموا بأن هناك علاقة تمت في الخفاء، أو أن هناك تواصلا حدث في السر.

والشريعة لا تقبل إلا بهذا التواصل الشرعي المكشوف الواضح، الذي يأتي فيه الرجل طالبا للفتاة من الباب، وأن يقابل أهلها الأحباب، ثم يأتي بأهله، وأن هناك وفاقا، وأن هذه العلاقة يمكن أن تكتمل وتصل إلى غاياتها ونهاياتها التي تنشدها كل فتاة، ويرغب فيها الشاب، ليكون اللقاء على كتاب الله، وعلى قواعد هذا الشرع.

نسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر لكم الحلال، وأن يبعدكم عن الحرام.

مواد ذات صلة

الاستشارات