السؤال
هل أكون مذنبا حينما أتزوج دون أن أخبر أسرتي بذلك، علما بأنني أعيش في دولة غير دولتي، والفتن فيها أكثر من شعبها، وقد أخبرت عائلتي في الفترة الماضية برغبتي في الزواج، أما الآن فقد وصل الأمر إلى ذروة سنامه، لا أطيق العيش من غير زوجة، أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن علم الوالدين بأمر الزواج ورضاهما من أسباب التوفيق في الحياة، ولا يخفى عليك أن الوالدين ظلا ينتظران لحظة الفرح بابنهما، فلا تقدم على هذا الأمر دون علمهما ومن وراء ظهرهما، ولكن الصواب أن تعرض معاناتك عليهما، وتطلب مساعدتهما، علما بأنه ليس من مصلحتك أن تتزوج من بيئة غير بيئتك، فإن لكل قوم عاداتهم وطريقة حياتهم، وغالبا ما تؤثر تلك الفوارق على استقرارك وحياتك.
وأرجو أن تنظر إلى الموضوع من كافة جوانبه حتى يكون قرارك صائبا، فعليك أن تسأل نفسك أولا: لماذا أنا هنا؟ وهل يمكن أن أعيش إلى جوار والدي؟ وماذا لو تزوجت من بلدي واصطحبت زوجتي؟ وشاور من حضرك من أصحاب الدراية والخبرة، واشغل نفسك بطاعة الله، وكن كثير الذكر، عميق الفكرة، وأكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر وينشر الرحمة، ويعين على الستر والعفة، واعلم أن وصية الله لمن يتمكن من الزواج هي لزوم العفة، قال تعالى: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33] وابتعد عن المثيرات، واحفظ بصرك، وصم وصل لربك، واستعن بالله وراقبه في سرك والعلن، وابحث عن الأخيار، وانتفع بصحبتهم، فإن لم تجدهم فاجعل كتاب الله جليسا لا يمل، وصاحبا لا يغش، وتعوذ بالله من الشيطان.
وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، والوحدة خير من جليس السوء! وتذكر أن صيانتك لأعراض الناس صيانة لعرضك، فإن الجزاء من جنس العمل، وبئست الخيانة بضاعة.
وليت شبابنا يحرصون على الزواج قبل سفرهم، وليت القائمين على أمر الأمة يضعوا ضوابط لمن يسافر من شبابنا، كأن يكون للشاب دين يحفظه، وورع يحميه من الشهوات، وعلم يحجزه عن الشبهات، وأن يصحبوا معهم الزوجات، وأن تكون هناك حاجة ملحة للسفر، وأن يكون السفر إلى مكان يتمكن فيه المسلم من إظهار دينه، وأن يتمكن من الدعوة إليه، فإن الاشتغال بالدعوة إلى الله يمنع من السقوط.
وبالله التوفيق والسداد.