السؤال
السلام عليكم.
أحببت فتاة منذ عامين، وكانت نيتي الزواج منها، لكني تفاجأت بزواجها من آخر، مما كسر قلبي، وحطم آمالي، فأصبحت في حال يرثى لها، حتى أن ثقتي تزعزعت بمن حولي؛ فأصبحت لا أثق بأحد، خوفا من أن يخذلني.
عندما أنظر إلى حالي أشفق على نفسي، وأغضب، وأعزم أني سأدعو عليها في صلاتي، ولكن ما إن أكون في صلاتي إلا وأجد نفسي أدعو باسم الله الأعظم أن تكون من نصيبي، أو تكون زوجتي في الجنة! لا أدري ماذا أفعل؟ فليس باليد حيلة، وأشعر أن قلبي يقطر دما ليلا ونهارا، أرجو الإفادة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأرجو أن تعلم أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فلا تحزن على ما فات، واعلم أن النساء غيرها كثير، واسأل الله توفيقه والسداد.
ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان إذا وجد في نفسه ميلا لفتاة فينبغي أن يعجل بطرق باب أهلها؛ لأنه ما من فتاة تبلغ مبلغ الزواج إلا وهي محط أنظار الرجال، فقد يخطبها خاطب في أي لحظة.
ولست أدري كيف كان هذا الحب، وهذا الميل الذي تشير إليه؟ ولماذا لم تعجل بطرق الباب، والتقدم إليها قبل أن يتقدم الآخر؟
وعلى كل حال: أرجو أن ينتهي الأمر، ويتم طي هذه الصفحات؛ فقد أصبحت زوجة لرجل آخر، وكن واثقا أن الخير فيما اختاره الله، والأمر كما قال عمر بن عبدالعزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار فيما يقدره الله"، أو كما قال الفاروق: "لو كشف الحجاب ما تمنى الناس إلا ما قدر لهم".
وننصحك بالدخول إلى حياة جديدة تطلب فيها صاحبة الدين والخلق، وعليك بطي تلك الصفحات؛ فقد أصبحت زوجة لرجل آخر، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ونكرر دعوتنا لك بكثرة اللجوء إلى الله، والبحث عن غيرها، وليس في هذا خذلان لك، والظاهر أنك لم تكن على علاقة رسمية، والعلاقة العاطفية في الخفاء لا قيمة لها ولا وزن، ولذلك أتمنى أن تؤسس حياتك على قواعد واضحة، وعلى أسس صحيحة.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.