السؤال
السلام عليكم
إذا تزوج شخص عربي مسلم من فتاة أوروبية أو أجنبية غير مسلمة، ولم يستطيعا الاتفاق على اللباس؛ لأنها تلبس على الشاطئ لبس السباحة، وفي الشارع لبسا شبه فاضح، علما بأنه في بلدها لا يمكن إجبار أي أحد على التغيير، فهل يطلق عليه بالديوث في الإسلام؟
لكن إذا لم يتفقا وتزوجها فهل سيؤثر عليه في الآخرة؟ أي هل سيعاقب وسيعذب عليه في يوم القيامة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب.
الإسلام جاء بجملة من الآداب – أيها الحبيب – والتوجيهات التي من شأنها أن تحفظ الإنسان المسلم في نفسه وأهله وأولاده، ومن أهم هذه الآداب ما وجه إليه الإسلام من اختيار المرأة التي تكون ربة للبيت، وأما للأبناء والبنات وسكنا للنفس، ووجه باختيار المرأة الصالحة ذات الدين، فقال عليه الصلاة والسلام: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
المرأة إذا كانت صالحة كانت عونا للزوج على القيام بواجبه تجاه أسرته، وكانت أيضا سببا لحفظ نفسها وحفظ عرضها وعرض زوجها وحفظ أبنائها وبناتها.
لهذه الأمور كلها اعتنى الإسلام عناية شديدة ووجه أبناء أهل الإسلام إلى أهمية اختيار الزوجة، وألا يقدموا على الزواج من أي امرأة كانت، وإذا كانت الأجنبية غير المسلمة غير عفيفة فإن الزواج بها أصلا لا يجوز، لأن الشرع الإسلامي اشترط لجواز الزواج من غير المسلمة، أن تكون من المحصنات، أي العفيفات.
ومن ثم هذا الخطأ لا بد أن يعالج – أيها الحبيب – وأن تحرص على اختيار المرأة التي تصلح أن تكون أما لأولادك في المستقبل، ونصيحتنا لك أن تفارق هذه المرأة، وفي غيرها من النساء المسلمات ما يغنيك عنها، فكن جادا في الأخذ بما ينفعك، وتجنب ما يضرك، فالرسول ﷺ يقول: (احرص على ما ينفعك).
أما ما ذكرته من أوصاف هذه المرأة وأنها تتعرى على الشاطئ، وتلبس ألبسة فاضحة في باقي أحوالها؛ فهذه كلها من المنكرات العظيمة، التي لا يجوز للمسلم أن يرضى بها وأن يقرها، فضلا أن يكون زوجا لها، فهي داخلة في الدياثة، فإن النبي ﷺ قال: (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث) رواه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما.
العلماء يشرحون هذه الجملة النبوية، في قول الذي يقر على أهله الخبث: بأنه الذي يقر في أهله الزنا أو مقدمات الزنى، يعني من التعري والتعرض للرجال وغير ذلك، ويقولون: في معناه سائر المعاصي كشرب الخمر، وترك غسل الجنابة ونحوه.
هذا الذي يرى في أهله ما يسوؤه، ولا تأخذه الغيرة عليها ولا يمنعها من ذلك فيقر فيها الخبث؛ هذا ديوث، وهو مهدد بهذه العقوبة العظيمة، فإذا كان الإنسان يغار فإن عليه أن يمنع زوجته من ذلك، فإن لم يستطع منعها فإن مفارقتها أمر سهل، لا سيما في هذه البيئات التي تتكلم أنت عنها.
نصيحتنا لك أن تكون جادا في الأخذ بالأسباب، وأن تختار الزوجة التي تعينك وتصلح ربة لبيتك، وتحفظ بها نفسك ودينك وذريتك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.