لم أتمكن من دخول الجامعة وكرهت الحياة، فما توجيهكم؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا خائف من كل شيء حولي، وكاره لنفسي، وأفكر في الانتحار؛ لأنني خسرت تعليمي، وللأسف لا أعلم كيف أدخل الجامعة، إضافة إلى مشاكل والدي ووالدتي في البيت.

أنا حاليا حزين على ما فات، وخائف من المستقبل وما سيحدث! فأنا لا أستطيع العمل في أي شيء؛ لأنه كان كل اعتمادي أنني سأكمل الجامعة في أي تخصص.

أنا لا أعرف كيف أعيش!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أشعر بالأسف لما تمر به من ظروف صعبة، وأريدك أن تعلم أن مشاعرك وأفكارك هي أمور طبيعية في مثل هذه الظروف، ولكن من المهم جدا التعامل معها بشكل يحميك، ويحمي صحتك النفسية والعقلية.

لنتحدث عن بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحسين وضعك:
1. ابحث عن دعم اجتماعي، والتحدث إلى شخص تثق به يمكن أن يكون خطوة أولى مهمة، هذا قد يكون صديقا، عضوا في الأسرة، معلما، أو حتى مستشارا نفسيا.

2. الحياة ليست خطا مستقيما فالعقبات جزء منها، ربما يمكنك استكشاف مسارات بديلة للتعليم أو العمل، مثل: الدورات التدريبية المهنية، التعليم عن بعد، أو حتى بدء عمل خاص، وطبيعة الحياة ابتلاءات، قال تعالى: ﴿ٱلذی خلق ٱلۡموۡت وٱلۡحیوٰة لیبۡلوكمۡ أیكمۡ أحۡسن عملࣰاۚ وهو ٱلۡعزیز ٱلۡغفور﴾ [الملك ٢].

3. الشعور بالحزن والخوف أمر طبيعي، ولكن إذا شعرت بأن هذه المشاعر تطغى عليك فمن المهم طلب المساعدة الاحترافية.

4. يمكن أن يساعدك تعلم مهارات جديدة في فتح أبواب جديدة لفرص العمل والتعليم.

5. التفكير المستمر في الماضي والخوف من المستقبل يمكن أن يكون شللا، ومحاولة التركيز على الحاضر، واتخاذ خطوات صغيرة كل يوم يمكن أن يكون مفيدا.

6. ابحث عمن يساعدك على تطوير استراتيجيات للتعامل مع مشاعرك وتحدياتك الحالية.

7. اقترب من ربك، وتأكد أن الله تعالى سيتكفل بحل مشاكلك وهمومك، إذا صدقت في الاتصال به عبر الصلاة والدعاء، قال تعالى: ﴿وٱسۡتعینوا۟ بٱلصبۡر وٱلصلوٰةۚ وإنها لكبیرة إلا على ٱلۡخـٰشعین﴾ [البقرة ٤٥].

حافظ على هذا الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال).

أما بخصوص مشاكل الوالدين، فهذه بعض النصائح:
1. من المهم أن تفهم أن بعض المشاكل بين الوالدين هي مشاكل خاصة بهما، وقد لا يكون من الضروري أو المفيد لك أن تتدخل فيها.

2. حدد الحدود الصحية لنفسك، وتجنب حمل أعباء ليست من مسؤوليتك.

3. إذا كانت المشاكل تؤثر عليك بشكل مباشر، حاول التحدث مع والديك بطريقة هادئة ومحترمة، وعبر عن مشاعرك وكيف تؤثر مشاكلهم عليك.

4. في بعض الأحيان قد يكون من الضروري البحث عن دعم خارجي مثل: استشارة الأقارب الموثوقين، المستشارين، أو حتى المهنيين إذا كانت المشاكل المتعلقة بالوالدين خطيرة، أو تؤدي إلى عنف أسري، أو أي نوع من الإساءة، فمن المهم طلب المساعدة المهنية على الفور.

5. من الضروري أن تعتني بصحتك النفسية والعقلية، واحرص على الحفاظ على روتينك اليومي، القيام بأنشطة تستمتع بها، والتواصل مع الأصدقاء والمحبين.

6. بدلا من التركيز على المشكلة، حاول التفكير في الحلول الممكنة، وكيف يمكنك المساهمة في تحسين الوضع بطرق إيجابية.

7. أحيانا تحتاج المشاكل الأسرية إلى وقت لتحل، كن صبورا وحاول فهم وجهات نظر والديك دون إصدار أحكام مسبقة.

تذكر دائما أن سلامتك وصحتك النفسية هي الأولوية القصوى، قد تكون المشاكل الأسرية صعبة، ولكن من المهم أن تحافظ على توازنك الشخصي وتطلب المساعدة عند الحاجة.

تذكر أن المؤمن يمر بفترات ابتلاء واختبار، قال تعالى: ﴿ولنبۡلونكم بشیۡءࣲ من ٱلۡخوۡف وٱلۡجوع ونقۡصࣲ من ٱلۡأمۡو ا⁠ل وٱلۡأنفس وٱلثمر اتۗ وبشر ٱلصـٰبرین﴾ [البقرة ١٥٥]، والانتحار لن يكون حلا، بل هو انتقال مما تظنه جحيما مؤقتا، إلى جحيم حقيقي دائم أبدي، راجع هذه الروابط ففيها الفائدة بإذن الله: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187).

من المهم أن تتذكر أنه مهما بدت الأمور صعبة الآن، هناك دائما مساحة للتغيير والنمو، حياتك ثمينة ومهمة، وأنت قادر على تجاوز هذه الفترة الصعبة، وللفائدة راجع: (234086 - 2349095 - 2161502 - 2269817 - 2117098).


وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات