السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد التوقف عن الأدوية النفسية التي أتناولها، فما هي طريقة التوقف عن هذه الأدوية؟ تعبت كثيرا من الأدوية، كل يوم أصلي الفجر قضاء، وأتأخر في الذهاب إلى العمل، بدأت بأخذ الأدوية منذ 2005 إلى اليوم.
زرت العديد من الأطباء، منهم من شخص حالتي بالذهان، والبعض بالفصام العقلي المزمن، وقال بعضهم ثنائي القطبة، أتذكر بعض الأدوية التي أخذتها منذ 2005، وهي:
فافرين، وريسبال، وبريكسال، وسوليان، وابر هاليدول، وسولوتيك، واريبال، وهناك الكثير لكني لا أذكرها.
في آخر ثلاث سنوات تناولت برافيا سي ار 500 مليجرام حبتين، واولانزابين 10 مليجرام حبة واحدة، وقبل شهر ذهبت لدكتور جديد أضاف: ريسبيردون 1 مليجرام، ودواء amigen 5 مليجرام.
كيف أتخلص من هذه الأدوية تدريجيا، أرجو عدم نصحي في الاستمرار على الدواء، وعدم إرسالي لاستشارة طبيبي، أنا أريد الاستشارة منكم.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
أخي: الإنسان بالفعل قد يمل من تناول الأدوية، خاصة إذا كانت لفترات طويلة، لكن في نفس الوقت هذه الأدوية ضرورية ونافعة وأخذ بالأسباب للعلاج والشفاء، وهي من نعم الله، والله أمر بالتداوي، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (تداووا عباد الله)، وبين أن (لكل داء دواء)، فالإنسان لابد أن يأخذ بالأسباب الموصلة للشفاء، وإذا تدبرت تجد كل شيء جعل الله له سببا.
أنت ذكرت أن حالتك قد شخصت بأنها ذهان أو فصام مزمن، أو ثنائي القطب، وأعرف أن عدم التيقن من التشخيص في حد ذاته يجعل الإنسان أيضا في حالة من عدم الارتياح، لكن نحن نعرف أن ثلاثين بالمائة (30%) من الحالات النفسية قد تكون متداخلة، وكثيرا ما يشخص الإنسان بأن حالته اضطراب وجداني ثنائي القطب وبعد فترة يذهب إلى طبيب آخر قد يقول له إن لديه فصاما وجدانيا، أو فصاما اكتئابيا، أو شيئا من هذا القبيل.
وبفضل من الله تعالى -حتى وإن كان هناك عدم وضوح حول التشخيص أو تداخل في التشخيص- الآن توجد أدوية تعالج كل هذه المكونات المرضية إن وجدت.
فيا أخي الكريم: أنا لا أريدك أبدا أن تكون بدون دواء، لكن أتفق معك تماما أن هذه الأدوية يجب أن تختصر، مثلا دواء مثل الـ (باليبيريدون Paliperidone) والذي يعرف باسم (إنفيجا Invega)، دواء قد يكفيك تماما عن كل هذه الأدوية، فهو يعالج الذهان، يعالج الفصام، يعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ويثبت المزاج.
لماذا –يا أخي– لا تذهب إلى طبيبك وتطرح عليه تناول الباليبيريدون؟ وبالمناسبة هو يوجد أيضا في شكل إبر، هناك إبرة شهرية، وهناك إبرة كل ثلاثة أشهر، وهناك إبرة واحدة كل ستة أشهر، وهو لا يسبب النعاس، ولا زيادة في الوزن، فالحمد لله الآن أصبحت البدائل كثيرة وموجودة.
أخي الكريم: أنا أتفق معك وأتعاطف معك، لكن أيضا لن يكون من الحكمة ولن يكون من الأمانة أن أقول لك: نعم، يمكن أن توقف هذا وتوقف هذا وتسحب هذا تدريجيا حتى تتوقف عن الأدوية تماما، هذا ليس صحيحا وليس من المهنية في شيء، وسحبها سيكون بسيطا جدا إذا وافق طبيبك على إعطائك مثلا الباليبيريدون - دواء واحد فقط-.
فأرجو –أخي الكريم– أن تذهب إلى الطبيب، وتراجع معه حالتك، وأنا متأكد أنه سوف يستحسن ما ذكرته لك، وأرجو أن تتواصل معي، ونحن سعداء جدا بمشاركتك في استشارات إسلام ويب.
ويا أخي الكريم: طبعا الآن أحد الوسائل الضرورية هي نمط الحياة الإيجابي، فأنت -الحمد لله- رجل لديك عمل، لذلك أقول لك يا أخي: ابدع في عملك، أحبب عملك، طور نفسك في عملك، كن مفيدا لزملاء العمل بما تراه مفيدا لهم، أحسن إدارة وقتك، أكثر من التواصل الاجتماعي، مارس الرياضة، التزم بالعبادات –يا أخي– خاصة الصلاة على وقتها، القراءة، الاطلاع، الترفيه عن النفس.
كل هذه الأمور وسائل علاجية، يجب ألا نجهلها، العلاج ليس في الأدوية فقط، وهذه المسميات: (فصام، اضطراب وجداني ثنائي القطب) أنا كثيرا أرى أنه ليس لها قيمة، هي فقط أساليب لتحديد أنواع معينة من الأعراض وبالتالي تحديد العلاج المناسب لها.
فأنت بخير -إن شاء الله تعالى- وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.