السؤال
السلام عليكم.
أمي تجبرني على ترك التدخين، وأنا غير قادر على ذلك، فهل يحق لأمي أن تجبرني على شيء يخصني؟
السلام عليكم.
أمي تجبرني على ترك التدخين، وأنا غير قادر على ذلك، فهل يحق لأمي أن تجبرني على شيء يخصني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
من نعم الله تعالى على الإنسان أن يوفقه الله لعائلة تحرص عليه، وتجتهد في حمايته من أي سوء أو مكروه؛ فالكثير من أسباب الضياع والانحراف كان بدايتها ضياع الأسرة، وعدم وجود التوجيه، والرعاية، والحماية بوقت مبكر، فيكتسب الإنسان العديد من العادات السلبية التي تسبب الانحراف بعد ذلك.
ولك أن تسأل نفسك، لماذا تطلب مني أمي أن أقلع عن التدخين؟! أليس خوفا عليك وعلى صحتك؟ أليس خشية أن تتمادى في هذا الفعل، فتصل إلى أفعال أكبر منه كالمخدرات والمسكرات؟ فمن المعلوم أن التدخين باب لكل هذه الانحرافات.
عندما تنظر للجانب الإيجابي في توجيهات الوالدين ستعرف أن دافعها هو الحب لك، والخوف عليك، ولا شك أن هذه الحماية والرقابة لها حدود لا ينبغي أن تبلغ إلى حد تقييد الحرية الكاملة، ولكن أنت الآن تتحدث عن فعل محرم، وعادة سيئة، وهو التدخين، وأنت لا تزال في سن مبكرة، تتسم بالاندفاع والتهور، وهي سن المراهقة، وتحتاج فيها إلى نصح، وتجارب، وخبرة الوالدين في إرشادك للطريق الصحيح.
ولو سألت نفسك ما الفائدة من شرب الدخان؟ لن تجد جوابا مقنعا لهذا السؤال سوى التقليد للآخرين، ومحاولة الظهور بمظهر الثقة بالنفس، والقوة والاستقلالية الزائفة، وكل هذا وهم وليس حقيقة؛ فأنت تعلم أنك ستحتاج إلى المال لشراء الدخان بعد أن تبدأ بالإدمان عليه؛ فإن لم تجد المال سيدفعك الإدمان للبحث عن أي وسيلة لشراء الدخان وقد تكون محرمة، وهذا أول طريق الانحراف.
لذلك اعلم أن طاعة الوالدين واجبة، ولا يجوز مخالفة أمرهم، خصوصا إذا كان هذا الأمر لفعل طاعة، أو لترك محرم، وأن من واجب الوالدين أن يبادروا إلى حمايتك من لحظات الاندفاع والتهور: كمرافقة أصدقاء السوء، واكتساب العادات والسلوكيات المنحرفة، أما مساحة الحرية التي تريدها فهي في جوانب المباحات التي لا تضر بدينك، أو بأخلاقك، أو بنفسك، أو مجتمعك.
أخيرا -بني العزيز-: تحتاج أن تدرك معنى الخصوصية: فليس كل عمل يرتبط بك هو خاص بك؛ فكثير من الأفعال التي تمارسها أنت لكن تداعياتها لن تقتصر عليك، وإنما سترتبط باسم العائلة التي تنتمي إليها، والبيت الذي تربيت فيه، والمجتمع الذي عشت فيه؛ لذلك الخصوصية مصطلح نسبي؛ فالتدخين تمارسه أنت، لكن نتائجه تتجاوز ذاتك إلى الآخرين، وما يرافق التدخين من اكتساب سلوكيات أخرى سلبية ستكون عاقبتها على نفسك، وعائلتك، والمجتمع في المستقبل.
لذلك أنصحك: بطاعة والديك، وملازمة برهما، وتقدير حرصهما عليك، وخوفهم على صحتك، وحبهم لك، وأن تحمد الله على هذه النعمة، وتبادر إلى طاعتهما، وأن تجتهد في الوسائل التي تعينك على ترك التدخين.
أولا: ترك رفاق السوء من المدخنين وأصحاب الشهوات، ولو كانوا من أقرب الأقربين.
ثانيا: تعرف على أضرار التدخين، وخطره على الصحة، وتسببه في أمراض السرطان، وغيره من الأمراض التي تفتك بك، وأنت لا تزال في مقتبل العمر.
ثالثا: شاهد واستمع إلى تجارب من أقلع عن التدخين، وكيف عاش حياة التدخين المؤلمة.
رابعا: يمكنك أن تذهب للطبيب ليصف لك الدواء، أو وسائل تعين على الإقلاع عن الإدمان على التدخين.
خامسا: دعاء الله تعالى، والإكثار من الطاعات، وعمل الخير؛ فهذا يشغل قلبك وعقلك عن هذه العادة السيئة والقبيحة.
أسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يعينك على ترك هذه العادة، وييسر لك الأمور.