السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رزقني الله بطفلة، وعمرها الآن 4سنوات و4 شهور، وأحاول أن لا أشوش على نفسيتها، ولا حتى على صفاء ذاكرتها من الناحية العقلية، وأحاول أن أعطيها الشيء الذي تريده، لكنها تستمر في طلب الكثير، وذلك لأسباب ذكرتها سابقا، أرجو أن تساعدوني في حل المشكلة مع طفلتي، والطريقة المثلى أيضا كي تحب القراءة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
فإن هذه الطفلة في عمر غاية في الأهمية، فقلبها مزرعة صالحة للفضائل، وعقلها مستودع نظيف لكتاب الله والمكارم، فاحرصي على توجيهها نحو كتاب الله، واجتهدوا في أن تكونوا لها قدوة حسنة، وكما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب ولده: ( ليكن أول ما تبدأ به من تأديب أبناني تأديب نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم استقبحت )، والطفل يتأثر بالمواقف والأعمال أكثر من المواعظ والأقوال.
وأرجو أن نفيدكم بأنه ليس من مصلحة هذه الطفلة أن تكون طلباتها كلها مجابة، كما أرجو أن تتفقوا على منهج موحد في تربيتها، ووجهوا قدراتها الفعلية نحو حفظ كتاب الله، ونتمنى أن تسبقوها إليه، مع ضرورة إعطائها الفرص المناسبة للعب، بل ومشاركتها في اللعب، ولا يخفي عليكم أهمية اختيار الألعاب المناسبة لسنها، مع ضرورة الاهتمام بالألعاب التي تنمني الذاكرة والمهارات، ثم الانتقال بها إلى ألعاب تحتاج إلى خيال، ثم الألعاب التي تحتاج لدقة في الملاحظة.
ولن تتأثر نفسية هذه الطفلة – بإذن الله – إذا وفرتم لها حاجتها في الأمن وحاجتها في اللعب، وحاجتها العاطفية، مع ضرورة إظهار عدم الرضا عند حصول الأخطاء المتكررة، ولكننا نذكرك بأن الخطأ الأول يفيد فيه التغافل، ثم بعد ذلك ننقل إلى مرحلة التعليم والتنبيه والتعنيف وفرك الأذن، ومن الضروري تجنب الضرب بقدر الإمكان.
وأرجو أن تحرص على غرس شجرة العقيدة في قلبها، وذلك من خلال المناظر الطبيعية والمواقف الإيمانية، وربط الفلاح في الدنيا والآخرة بطاعة الله وسماع كلام الوالدين، وتعظيم العظيم في عينها، ولفت نظرها إلى نعم الله عليها وعلى والديها والناس، حتى تتربى على حب المنعم الوهاب، كما أرجو أن ترسخ عندها معاني المراقبة لمن يعلم السرور وأخفى، ولا تحاولوا ترتبيها على مراقبة الناس، وعلى أن هذا عيب، والناس ماذا يقولون إذا رأوك ؟ لأن معنى ذلك أن تفعل كل شيء بشرط ألا يراها الناس .
ونحن نتمنى أن لا تحدث تناقضات في التوجيهات الصادرة إليها، وسوف تنتفع بالثناء على الأشياء الجميلة، والكلمات الهادفة التي تتكلم بها، وحبذا لو اجتهدتم في صيانة سمعها من الغناء والخنا والسب، وحفظتم بصرها من المناظر السيئة.
ونسأل الله أن يحفظها لكم، ويحفظكم لها، وأن ينبتها نباتا حسنا.
وبالله التوفيق والسداد.