ترك الدراسة الجامعية بحجة الفساد

0 350

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا أدرس الأدب الإنكليزي في سوريا، ودخلت هذا الفرع عن رغبة، وهي تعلم اللغة الإنكليزية، ثم طلب العلم الشرعي والبدء بالدعوة إلى دين الإسلام لغير العرب؛ لأني أحس بأن المسلمين مقصرون في هذا المجال، وكنت أخطط بالدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد إنهاء دراسة اللغة، لكنني صدمت في الجامعة بمستوى تعليم اللغة؛ حيث وجدت أنه لا يلبي طموحي.

ناهيك عن الفساد الموجود فيها، حيث بدأ التراجع الديني والإيماني بشكل كبير، وهذا ما أخافني، لأنني ما زلت في السنة الثانية، لذلك قررت التوقف عن دراسة اللغة والسفر إلى السعودية لطلب العلم الشرعي في الجامعة الإسلامية كما أسلفت، والتزاما بأمره صلى الله عليه وسلم بالهجرة في سبيل الله والعلم والحفاظ على الدين.

واجهت معارضة كبيرة من أبي الذي يريدني أن أتمم دراستي للأدب الإنكليزي، ومن ثم أفعل ما أريد، لكنني لا أضمن ماذا سيكون حالي بعد إنهاء الدراسة في الجامعة في ظل الجو الفاسد الذي أعيشه، حيث تعلمت الدخان وأنا الآن أدخن.

ماذا تنصحونني جزاكم الله كل خير؟
أخوكم في الله خالد
:

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعلم الصالح.

إن إكمالك لمشوارك الدراسي فيه رضا والدك، وفيه مصلحة لك، ولا أظن أن كل من في الجامعة مدخنون وأشرار، فاتق الله في نفسك، وكن في صحبة من يخاف الله ويتقيه، واعلم أنه لا يليق بمسلم يترك الطعام والشراب لله أن يضعف أمام السيجارة .

لست أدري هل أنت متأكد من وجود موقع لك في الجامعة المذكورة أم أنها مجرد محاولة؟ فإن كان الأمر مجرد محاولة فقد لا تتيسر لك دراسة نظامية في الجامعة المذكورة؛ لأن المواقع محدودة، ويتنافس عليها أعداد كبيرة من أبناء المسلمين، ونحن نعتقد أن فرص غير العرب أكبر لشدة حاجتهم للدعاة .

على كل حال، فإن إكمالك لدراستك في قسم اللغة الإنجليزية سيفيدك في حياتك العملية، وفي وظيفتك الدعوية التي هي أشرف المقامات إذا صدقت النيات.

لا داعي للخلاف والتوتر مع والدك، فقدم طاعته فإنه يأمرك بما فيه مصلحة، ولن تندم بطاعتك له، ولا تظن أن في وجود الشر عذرا لمن يسقط في هاوية المعاصي.

اتق الله في نفسك، وتب إلى الله في شربك للدخان وغفلتك عن طاعة الرحمن، واجتهد في طلبك للعلم، وأشغل نفسك بالمفيد، واعلم أن الوحدة شر، وهي أفضل من صديق السوء، وتذكر أن في شربك للدخان ضررا وضرارا ومعصية ودمارا، فلا تلق بيدك إلى التهلكة.

ونسأل الله أن يسهل أمر وأن يغفر ذنبك.

مواد ذات صلة

الاستشارات