هل الدوخة والأعراض الأخرى التي أعاني منها سببها الوسواس؟

0 41

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر (26) سنة، ووزني (70) كلغ، وطولي (1.73) سم، أعاني من الدوخة والدوار، أحيانا أكون جالسا أدرس وأشاهد التلفاز، وعندما أريد الوقوف أصاب بالدوخة، وأجبر أن أجلس حتى يذهب عني هذا الشعور، وفي حالة أخرى أتقدم خطوات فيغمى علي، ويعقبه اضطراب في العين، كوجود ضباب أمام العين، وعدم الرؤية بشكل واضح، ويتزامن معه ألم حاد في الرأس، وأشك أن السبب في ذلك يرجع إلى الضغط النفسي الكبير؛ بسبب الوسواس القهري الذي يتعب جسدي ودماغي بكثرة التفكير.

أيضا وجود المشاكل العائلية التي تسبب لي الضغط بشكل شبه يومي، وأيضا ضغط الدراسة والامتحانات، فعندما أواجه هذه المشاكل يزداد الضغط فيعطي للوسواس طاقة إضافية لزيادة حدة الوسواس بشكل رهيب، مما يولد الانفجار على مستوى الدماغ.

ألاحظ عندما أسافر وأغير الجو أن أعراض الدوخة والدوار تقل، كما أنني مصاب بحساسية في العين، وفق تشخيص الطبيب النفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: لا بد أولا أن نبحث في الأسباب العضوية التي قد تؤدي إلى هذا النوع من الدوخة، والتي تحدث حين يغير الإنسان وضعه من وضع الجلوس إلى القيام ثم يبدأ في السير أو المشي.

من أكبر الأسباب – أيها الفاضل الكريم – هو انخفاض الضغط، بعض الناس ينخفض لديهم الضغط حين يكونون جالسين، وحين ينهض الإنسان الدورة الدموية لا تكون في أفضل حالاتها، وتحتاج لوقت - دقيقة إلى دقيقتين - حتى تنشط، وهذا كله سببه أن الضغط يكون منخفضا مع الجلوس، ويرجع إلى مستواه الطبيعي حين يقف الإنسان، أو بعد فترة من قيامه.

فيا أخي الكريم: هذا الأمر يتطلب أن تقيس الضغط وأنت جالس، وكذلك وأنت واقف، وهذا له فنيات معينة، لا تنزعج أبدا لكلامي هذا، هذا أمر معروف، وطبعا أحد وسائل علاجه هو: إذا كان الانخفاض شديدا في الضغط تزيد من مستوى الملح في الطعام، ومن العلاجات المهمة جدا هي أن تنهض ببطء شديد، ولا تستعجل في القيام، خطوة خطوة، حتى في الصباح حينما تستيقظ من النوم اجلس على حافة السرير قليلا، ثم بعد ذلك يمكنك أن تنهض، هذه أحد الوسائل المهمة جدا.

أما بالنسبة للضباب أمام العين: فهو فعلا قد ينتج من انخفاض الضغط، وربما يكون أيضا هناك فقر في الدم، لا بد أن تتأكد من مستوى قوة الدم -مستوى الهيموجلوبين-، أحد أهم الأسباب العضوية هو فقر الدم أو انخفاض فقر الدم عند الجلوس، وكلاهما يمكن تحديدهما من خلال الفحوصات التي ذكرتها لك.

أما موضوع الوسواس والضغوطات النفسية: لا أعتقد أنها تسبب هذه الظاهرة بصورة أساسية، ربما تساهم فيها إذا كان هناك سبب آخر، ولذا أنا أقول لك: عالج الضغوطات النفسية من خلال أن تلجأ إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي، وهو أن تتجنب الكتمان، وأن تعبر عن ذاتك أولا بأول، وأن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي، وأن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، وأهمها تمرين التنفس المتدرج، الشهيق بقوة وعمق وبطء عن طريق الأنف، يعقب ذلك أن تحصر الهواء في الصدر لمدة أربع ثوان مثلا، ثم تخرج الهواء – أي الزفير – ويكون عن طريق الفم وبقوة وشدة وبطء أيضا.

هذه التمارين ممتازة جدا، وكذلك تمارين شد العضلات واسترخائها، وأنا أنصحك حقيقة بأن تطلع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات