السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته
لدي صديقة عزيزة جدا، وهي مقربة، ولدينا تقريبا صفات كثيرة متشابهة في الشخصية؛ فنحن في دراستنا متفوقتان، ومن الأوائل في المدرسة في السنة الماضية، ولكن في هذا العام أشعر أنها تغيرت بشكل كبير، هي ما زالت متفوقة، ولكن أقل تفوقا؛ لأنها صادقت أصدقاء غير متفوقين، وأهم صديقة لديها تسب وتشتم كثيرا، ولكن هي أقدم مني، وأنا أعرفها حديثا، وتحديدا منذ سنة، وهذه السنة الثانية لنا، وسمعت من صديقاتي أنها تقترب من المتفوقات بشكل غير طبيعي -لمصالح بالطبع- وأنها ما زالت مقربة من صديقتي، وسوف تصبح مثلها؛ وأنا أخاف أن أنصح صديقتي بالابتعاد عن صديقتها، ممكن أن تتركني؛ لأنه ربما تشك أني أريد الوقيعة بينهما، فماذا أفعل معها؟
إضافة أني في المدرسة لا أتحدث معها، وهذا الأمر أحزنني جدا، وعندما أفكر في الأمر أكتئب جدا، فماذا أفعل أريد أنصحها ولا تتركني؟ وأريد حلا يرضيني ويبقيني معها؛ لأني -وللأسف- تعلقت بها جدا، ولا أريد تركها، وأريد أن أرجع أكلمها كثيرا، أريد حلا بأسرع وقت.
وشكرا جزيلا، أرجو سرعة الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: حرصك على بقاء الصداقة بينك وبين صديقتك، وكذلك أن لا يحدث بينكما سوء ظن، كل هذا من الأمور الحسنة والأخلاق الفاضلة، ونسأل الله أن يزيدك من هذه الصفات الجميلة.
أختي الفاضلة: في حالة الشك والخوف في العلاقات لا يوجد علاج سوى المواجهة الشجاعة والصريحة لكل تلك الظنون والمخاوف، وعدم البقاء في دائرة الشك والخوف والترقب؛ لأن هذه الحالة تزيد من تفاقم حالة القلق، وتزيد من المخاوف بشكل أكبر.
لذلك -أختي الفاضلة- ننصحك أن تواجهي صديقتك بكل شيء حول مخاوفك من تلك الصديقة، والإفصاح عن مشاعر الصداقة، وتمني الخير لها والخوف عليها، فننصحك أن تجلسي مع صديقتك جلسة هادئة، إما في فترة الإجازة أو غيرها، وتشرحي لها كل ما في قلبك بكل وضوح وصراحة، وهذا يساعدك على ذهاب المخاوف والحزن بشكل كبير.
ولا تنسي ضرورة التثبت من أي معلومة أو شك، حتى لا تقعي ضحية للظنون الكاذبة أو للتهويل غير المبرر، فربما خوفك على صديقتك يجعلك تظنين السوء بتلك الصديقة الجديدة من باب الغيرة فقط، فمن المهم أن تتثبتي من كل شيء حتى لا تظلمي أحدا دون علم، وحتى لا تدخلي في داء الحسد والغيرة.
أخيرا -أختي الفاضلة- اجعلي حبك وعلاقتك بصديقاتك مبنية على الحب في الله وطاعته، حتى تنالي الأجر والثواب على هذه الأخوة الصادقة، وابتعدي قدر المستطاع عن التعلق المبالغ فيه؛ لأن التعلق سيدخلك في حزن وألم كلما حدث أي تغير بقصد أو دون قصد في هذه العلاقة، فاجعلي أخوتك متزنة، وحبك مرتبطا بطاعة الله تعالى والتعاون على البر والمعروف.
أسأل الله أن يوفقك للخير ويدلك عليه.