السؤال
السلام عليكم.
لم أتخيل يوما أن أسأل مثل هذا السؤال، فأنا على قدر من الدين والخلق، ولكني أذنبت؛ فقد حدث أن كانت بيني وبين قريب لي محادثة، ثم نشأت علاقة بيننا، وحب، ومحادثات، ورسائل صوتية، ولكن هداني الله بعد ذلك، فتركت كل شيء بيني وبينه، وأغلقت كل الأبواب، والتفت لدراستي.
بعد عامين تقدم لخطبتي شخص مناسب، فتذكرت ما كان بيني وبين قريبي، فلما تصفحت حسابه، وجدته على ذكرانا حزين، ويصبر نفسه، وأنه لا زال يريدني، ولكن ليس لي عذر في رفض هذا الخاطب؛ فهو على دين وخلق، وقد استخرت الله فيه، ولكنني اكتشفت بأنه يقيم بنفس المنطقة التي يقيم بها الشخص الأول، عقلي يكاد ينفجر؛ فأنا أخشى أن يفضح أمري، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على طاعة الكبير المتعال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
بداية: نحب أن ننبه -بنتنا الفاضلة- إلى أن العلاقة الأولى المذكورة لا قيمة لها، ولا وزن لها؛ لأنها كانت في الخفاء، ولأنه ليس لها غطاء شرعي، ولأنه تم انهائها قبل مدة، وهيهات وهيهات بين من يريد أن يؤسس علاقة في الخفاء دون غطاء شرعي، وبين من يأتي البيوت من أبوابها، ولذلك لا بد من طي تلك الصفحات القديمة، وأعتقد أنها طويت، وأنت بالنبش والتفتيش رجعت للبحث عنها، وهذا ما لا نريده.
فعليه من المهم طي الصفحات، والخاطب الذي تقدم أنت أشرت إلى أنه مناسب، وعنده أخلاق، وأنا أريد أن أقول:
إن هذا الشاب الذي أتى، وطرق الباب يعتبر عملة نادرة، ولذلك أرجو أن لا تتركي من طرق الباب بالحلال من أجل توقع شيء موهوم، ولم يؤسس على قواعد صحيحة، ولن تكون ورائه بركة؛ لأنه بدأ بداية خاطئة، ولذلك أرجو أن تكملي المشوار مع هذا الذي طرق الباب، واعلمي أن الاستخارة على الإنسان أن يؤديها وينتظر الخير من الله تبارك وتعالى، وليس معنى ذلك أن تنتظري كما قلت تيسيرا أو تعسيرا؛ لأن مواجهة الصعوبات لا يعني أن الاستخارة ليست في مكانها الصحيح.
ولكن فرق كبير بين الحلال وبين الحرام، ونحب أن ننبه إلى أن المخاوف المذكورة غير صحيحة، وفي غير محلها؛ لأن هذا المتقدم عليه أن يبحث، وهو قد بحث، وسأل، ورضي بك، وأنت قبلت به، ولسنا مسؤولين عن الماضي، ولسنا مطالبين بفضح أنفسنا، وأعتقد أنك قادرة على النجاح، والدليل هو هذا التوقف الذي استمر عن رضى وقناعة، وترك ما لا يرضاه الله تبارك وتعالى.
وعليه: أرجو إكمال المشوار، والإقبال على هذا الذي طرق الباب إقبالا كليا، وكلما ذكرك الشيطان بالماضي فجددي التوبة والاستغفار، واذكري الله، فإن الشيطان سيتركك، واعلمي أن هم هذا العدو أن يشوش علينا، فهو لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير.
والله أمرنا أن نخالف هذا العدو، فقال: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، وعداوة الإنسان للشيطان لا تتحقق إلا بطاعتنا للرحمن، وشرع الله يدعوك إلى الإقبال على هذا الذي جاء للبيت من الباب، وطلب يدك بطريقة حلال شرعية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، وأن يخلصك من آثار الماضي الذي لم يكن في رضا الله، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.