أشكو من السرعة والتلعثم في الكلام

0 356

السؤال

أنا طالب في كلية الهندسة، وأعاني من السرعة في الكلام لحد التلعثم، ووقوف الكلام عن الخروج، وأعاني من مواقف محرجة، فكيف أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالسرعة في الكلام والتلعثم هي حقيقة مرتبطة في بعض الحالات بنوع من القلق البسيط، أو تكون الشخصية ذات نواة قلقية قوية، بمعنى أن المكون الأساسي للشخصية يتسم بوجود قلق طبيعي، ولكنه زاد عن المعدل العام، ويزداد هذا القلق -كما ذكرت- في المواقف الحرجة.

أرى أنك سوف تستفيد كثيرا من تمارين الاسترخاء إذا طبقتها بالصورة الصحيحة، وتوجد عدة كتبيات وأشرطة في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما أنه يوجد -الحمد لله- بالمملكة الكثير من الأخصائيين النفسيين المتميزين، والذين يمكن أن تتمرن على هذه التمارين على أيديهم بعد أن تقابلهم.

وإذا لم يتوفر لك كل ذلك يمكنك أن تجرب هذه التمارين وذلك بالاستلقاء في مكان هادئ جدا، وأن تفرغ نفسك وذهنك بصورة كاملة لهذه التمارين، الاستلقاء في مكان هادئ مع غمض العينين وفتح الفم قليلا، ثم أخرج تنفسا عميقا وقويا، وهذا هو الشهيق، ويجب أن يشمل هذا التنفس البطن، بمعنى أن يمتلأ البطن قبل امتلاء الصدر، هذا يتطلب العمق والدقة، وبعد ذلك يمكنك أن تحجز الهواء لمدة خمسة ثوان، ثم بعد ذلك يأتي الزفير وهو إفراغ الهواء بقوة وبطء أيضا.

كرر هذا التمرين من ثلاث إلى أربع مرات في كل جلسة بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، وصدقني أنك إذا قمت بأدائه بالصورة الصحيحة سوف تجد نفسك أنك أصبحت مسترخيا لدرجة أنه ربما يأتيك الشعور بالنوم.
وهنالك تمارين كثيرة مصاحبة كاسترخاء العضلات والقبض على الكفين والقبض على اليدين ثم العمل على استرخائها، كلها إن شاء الله تمارين مفيدة جدا.

الطريقة الثانية: هي أن تجلس مع نفسك وتعلم نفسك الهدوء في المخاطبة، خذ الكلمات كلمة كلمة، أو اقرأ على سبيل المثال من كتاب أو مجلة أو خلافه، على أن تكون قراءتك ببطء، وقم بتسجيل ما تقرأه ثم الاستماع لنفسك، وبعدها يمكن أن تزيد من معدل البطء أو تظل عليه كما هو، كرر هذه التمارين بصفة يومية وسوف تساعدك كثيرا، ويمكن أيضا الاستعانة بأخصائي التخاطب.

وهنالك طريقة جيدة جدا للتخاطب، وهي تعلم التجويد وتلاوة القرآن بصورة صحيحة، فالحرص على مخارج الحروف يعلمنا إعطاءها حقها الكامل في الإخراج، وهذا لا يأتي إلا بالتأني، مما لا يعطي فرصة للسرعة والتلعثم، أرجو أن تتخذ هذا المنهج أيضا.

شيء آخر وهو أنك سوف تستفيد من الأدوية المضادة للقلق، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة من فئة نصف مليجرام في الصباح لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة لحبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناولها.

-إن شاء الله- ستطبق الإرشادات السابقة وتتناول العلاج، وستجد أن الأمور أصبحت تتحسن، وعليك بالإصرار على التحسن وألا تستعجل النتائج.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات