أشعر بالحزن والندم بسبب اختياري تخصصاً لم أراع فيه ميولي!

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متحصلة علي شهادة البكالوريوس بتقدير جيد، وقد كنت محتارة سابقا في اختيار التخصص الجامعي، وقدر الله ودخلت كلية الهندسة المعمارية، وكان هذا القرار الذي اتخذته غير مدروس، أي أنني لم أراع ميولي، ولم أفكر بشكل عميق؛ وذلك بسبب لا مبالاتي في تلك الفترة، والآن أنا طالبة سنة أولى هندسة معمارية، لكن للأسف منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه لهذه الكلية وأنا أعاني نفسيا، تسيطر علي مشاعر سيئة، أشعر غالب الأحيان عند الدراسة بالحزن الشديد والضيق والندم، وأن هذا المكان لا أنتمي إليه، وعندما أعود للمنزل ألوم نفسي على سوء الاختيار، ويتملكني الضعف والضياع.

حاولت كثيرا أن أحب هذا التخصص لكني لم أستطع، وينتهي بي الأمر إلى البكاء كل ليلة!

فما هو الحل لما أعيشه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ikram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشعر بما تمرين به وأتفهم مدى الضغط النفسي الذي يمكن أن ينجم عن التواجد في بيئة تعليمية لا تتوافق مع ميولك واهتماماتك، اتخاذ قرارات متعلقة بالمستقبل الأكاديمي والمهني يمكن أن يكون معقدا ويؤثر على الصحة النفسية.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الوضع:

1. حاولي تحديد ما إذا كانت مشاعرك ناتجة عن صعوبة التأقلم مع الكلية والمواد الدراسية أو إذا كانت نابعة فعلا من عدم الرغبة في هذا المجال، هل هناك جوانب في الهندسة المعمارية تجدينها مثيرة للاهتمام أو ملهمة؟

2. قد يكون التحدث مع مستشار أكاديمي أو مهني في الجامعة مفيدا، يمكنهم تقديم النصائح حول خياراتك الأكاديمية ومساعدتك في استكشاف مسارات بديلة.

3. هل هناك إمكانية لتغيير التخصص داخل الجامعة؟ قد يكون استكشاف تخصصات أخرى طريقة للعثور على مجال يتوافق أكثر مع اهتماماتك وميولك، مثلا قد يناسبك (التصميم الداخلي) بدلا من (الهندسة المعمارية). أو قد تجدين تخصصا آخر يتوافق مع ميولك، ويمكنك استخدام المقاييس المهنية كمقياس (هولاند) للميول المهنية للمساعدة في التعرف على الميول.

4. العناية بصحتك النفسية أمر مهم، الأنشطة مثل تمارين التنفس، الاسترخاء، أو حتى ممارسة الهوايات يمكن أن تساعد في التخفيف من التوتر والضغط النفسي.

5. التحدث مع الأصدقاء، أفراد الأسرة، أو حتى الاستعانة بخبير في مجال التخصصات المهنية يمكن أن يكون مفيدا في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

6. فكري فيما تريدين تحقيقه على المدى الطويل، هل يمكن للهندسة المعمارية أن توفر لك فرصا تتوافق مع أهدافك المستقبلية؟

7. التكيف مع بيئة جديدة يمكن أن يستغرق وقتا، من المهم منح نفسك الوقت للتأقلم وعدم الضغط على نفسك بشدة.

8. عند الإقدام على تغير جديد في حياتك -بالإضافة إلى استشارة المختصين- لا ينبغي إهمال الاستخارة بالخالق -جل وعلا- صلي صلاة الاستخارة عدة مرات حتى يطمئن قلبك، وحافظي على الدعاء طرفي الليل والنهار (صباحا ومساء).

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، بأي شيء كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. هذا الدعاء ليس خاصا بقيام الليل فحسب؛ بل يمكنك استعماله في أي وقت.

تذكري أن الشعور بالضياع أو الارتباك بشأن الاختيارات الأكاديمية أمر شائع بين الطلاب، ولا يعني فشلا بأي حال من الأحوال، من المهم الاستماع إلى مشاعرك والتفكير بعناية في خطواتك التالية، مع الحفاظ على صحتك ورفاهيتك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات