مضايقة وأذية أهل الزوج للزوجة وكيفية التعامل معهم

0 418

السؤال

أهل زوجي أخلاقهم سيئة، وألفاظهم بذيئة، وكل مجالسهم سخرية مني وانتقاد أو غيبة وانتهاك لحرمات الناس، وإن أردت تذكيرهم بحرمة ما يفعلونه يسخرون مني، أم زوجي دائما تهينني وتصرخ في وكأني طفلة، ولا أرد عليها، وأستسمحها فأجدها تزيد فيما تفعله، وعندما أشتكي لزوجي يقول لي هي حرة، تقول لك ما تريد، وأخته دائما تتدخل في أدق تفاصيل حياتي، وتسبب لي المشاكل، وتكره زوجي، وتقسم لي أنها تحبني ثم تفعل ما يدل على شدة كرهها لي وتأتي إلى منزلي كثيرا، وتتطلع إلى حياتي بطريقة لا أستطيع معها ردعها.

ودائما يجعلوني خاطئة، ورغم أني أتمنى إخراجهم من حياتي إلا أني كنت أتصل بهم، وأستسمحهم وأعتذر لهم؛ لأني لا أحب أن يغضب مني أحد، وأخيرا هم أخطأوا في حقي وشتموني، وهم من قاطعني، وهذا ما أتمناه، فهل أنا ملزمة بأن أصالحهم أم يمكنني الابتعاد عنهم، وسأوصي أولادي ببرهم عندما يكبرون، هل هكذا أكون آثمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مسك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن يسدد خطاك.

فليس في القطيعة خير، ولكن الصواب أن تجعلي علاقتك معهم محدودة، وأن تحرصي على تفادي أسباب المشاكل، وأن تزودي نفسك بمقدار عظيم من الصبر، وتذكري (( إن الله مع الصابرين ))[البقرة:153]، وأنه سبحانه يحب الصابرين، ولن يضرك ما يقولون، فإنك تجدين ذلك في موازين حسناتك، وإذا كانوا يسيئون لجميع الناس فماذا تنتظرين منهم؟ ولا تكثري من الشكوى لزوجك، واسألي الله أن يريه الحق.

وقد أسعدني خوفك من الإثم، وحرصك على توصية أولادك بالبر لأهل الزوج، وهذا يدل على ما في نفسك من الخير، وعلى ما وهبك الله من العقل، ونحن ننتظر من المؤمنات العاقلات خيرا كثيرا، فكوني كالشجرة التي يرميها الناس بالحجارة، فتعطيهم أطيب الثمار.

واعلمي أن نصحك لهم سوف يثمر عاجلا أو آجلا، ولا أقل من أن يخفف من شرورهم وأذيتهم للناس، ولا تبالي بما ينالك من أذى وسخرية، فإن الناس سخروا من رسل الله الناصحين، وهذه ضريبة الدعوة إلى الله، وثمن الجنة التي حفت بالمكاره، ولذلك قال لقمان لابنه كما هو في كتاب الله: (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ))[لقمان:17]. فهذه هي النتيجة المتوقعة من أمثال هؤلاء .

وأرجو أن تتحملي من أم الزوج، فهي أم لك، والمسلمة تحتمل من الكبيرات، وتصبر عليهن، وتحملي أختها، واقبلي ظاهرها، واعلمي أن الله عدل، وأن الإنسان ينال جزاء أعماله في الدنيا قبل الآخرة، وسوف يسلط الله على كل ظالم من يذيقه مرارة الظلم وشؤم العصيان، فإن الله هو الديان، وكما يدين المرء يدان.

ونحن لا ننصحك بمقاطعتهم، حتى لا يتسلل الشيطان، فيوسع دائرة الخلاف، وقد يتأثر زوجك بتلك القطيعة، فإنه يصعب على الرجل أن تقاطع زوجته والدته، ومع تقديرنا لمعاناتك إلا أن الكمال في أن تصلي من قطعك، وأن تعطي من حرمك، وأن تعفي عمن ظلمك.

فاقصدي الكمال، وكوني أكبر من الأزمات، وتوكلي على رب الأرض والسماوات، ونسأل الله أن يهيئ لك فرجا ومخرجا.

والله الموفق

مواد ذات صلة

الاستشارات