السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت فتاة، وتواصلت معها حتى أتعرف إليها عبر مواقع التواصل، وبعد وقت أحببنا بعضنا، وصرنا نخرج، وصارت بيننا تجاوزات، وبعد أن عرفت بأن ذلك حرام ابتعدت، وقطعت العلاقة، وأخبرت أبي عن نيتي في خطبتها، ولكنها قالت لي: بأنه لا بأس من أن نتحدث بحديث عادي فيما بيننا، فما رأيكم بذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –ابننا الفاضل– في الموقع، ونشكر لك التوقف عن الحرام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن مثل هذه العلاقات لا تقبل من الناحية الشرعية، ما لم يكن لها غطاء شرعي، والغطاء الشرعي هو الخطبة، ثم عقد النكاح، وكتب الكتاب، وبغير ذلك لا يصلح أن يكون هناك حديث عادي كما تطلب هذه الفتاة؛ لأن الشيطان هو الثالث، وحتى بعد الخطبة لا يجوز للشاب الذي خطب الفتاة أن يخلو بها، أو أن يتوسع معها في الكلام، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، حتى يحصل التعارف والتآلف تحت بصر وعين وسمع أسرة الفتاة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهك في الدين.
ونحن نشكر لك التوقف عن الحرام لما عرفت أنه حرام، وأرجو أن تبتعد عن هذه الفتاة وعن غيرها، حتى تصل إلى التي تريدها؛ لتكون أما لعيالك بالحلال، ومن أجل أن يبارك الله تبارك وتعالى لك، ولا تكرر هذه التجربة؛ لما فيها من الآثام مع هذه الفتاة أو مع غيرها، والشاب إذا رغب في فتاة فإن عليه أن يطرق باب أهلها، ونفضل أيضا أن يخبر أهله حتى يكونوا هم من يتقدمون نيابة عنه؛ لأن هذه رسالة مهمة، والزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، لكنه علاقة بين أسرتين، وبين بيتين، وبين قبيلتين، وبالتالي وجود هذا الاشتراك والقبول العام من الأسرة هنا وهناك، له أثر كبير في العلاقة الخاصة بعد ذلك، في مستقبل أيام أسرة جديدة.
نسأل الله تعالى أن يعينك على الحلال، وأن يبعدك عن كل ما يغضب الكريم المنان سبحانه وتعالى، ونكرر الترحيب بك في الموقع.
هذا، وبالله التوفيق.