تركت الشاب وتبت لكني ما زلت أسمع محادثاته الصوتية، فما رأيكم؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة تعرفت على ولد إلكترونيا، وأحببته وأحبني، وتركته قائلة إن ما نفعله حرام، وإن كنت تحبني فأنا أنتظرك لتطلبني من أهلي.

كان متعاونا معي جدا في ذلك -والحمد لله- أصبحنا لا نتكلم، ولكن سؤالي هو أنه لا تزال معي محادثاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أحذفها، فقد كان يسجل لي صوتا في الماضي، وفي بعض الأحيان عندما أشتاق له وأشعر بالحزن أسمعها.

هل كلما أسمع صوته آخذ ذنبا؟ وأحيانا يكون محتوى الصوت كلاما جميلا وحبا، ويطمئنني فيه، هل عندما أسمعها آثم؟

علما أننا لم نعد نتحدث لأجل الله، هل هذا يعتبر إثما أو ذنبا؟ وإن كان ذنبا هل الولد أيضا يأخذ معي ذنوبا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب.

أولا: نهنئك بما من الله تعالى عليك بالتوفيق بقطع هذه العلاقة مع هذا الشاب، فهذا الموقف توفيق من الله تعالى لك، ينبغي أن تشكريه عليه، فإن افتتان الرجل بالمرأة وافتتان المرأة بالرجل من أعظم الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

مما يشهد به الحس والواقع أن هذا النوع من العلاقات بين الشباب والشبات لا ينتهي إلا بالشر على هذه الفتاة، وتكون هي الضحية لهذه الممارسات الخاطئة، كما يشهد الحس والواقع بأن كثيرامن هؤلاء الذين يتزينون ويتظاهرون بالحب والتعلق بالفتاة، ما هم إلا أصحاب رغبات، يحاولون الوصول إلى أغراضهم وأهدافهم، ثم ترمى تلك الفتاة في مستنقعات الحزن والهم، هذا إن لم تتعرض لما هو أكبر من ذلك.

نحن ندعوك إلى أن تشكري نعمة الله عليك، الذي ألهمك اتخاذ هذا الموقف قبل أن تقعي فيما لا تحمد عاقبته، ومن شكر هذه النعمة أن توفي هذه النعمة حقها من الابتعاد عن كل الأسباب والوسائل التي قد تؤدي بك إلى فعل الحرام، فننصحك بقطع العلاقة تماما مع هذا الشاب، وإلغاء ومسح كل ما يذكرك به، وقد أحسنت حينما أدركت أنه إن كان محبا لك راغبا فيك فإنه سيأتي البيت من بابه ويطلبك من أهلك.

أما سماعك لصوته بما يثير فيك التعلق به ويثير عندك الغرائز والشهوات؛ فهذا السماع محرم، لا يجوز؛ فإن الله سبحانه وتعالى إذا حرم الشيء حرم وسائله وأسبابه التي تؤدي إليه.

جاهدي نفسك لتجتنبي كل الأسباب التي توصلك إلى ما حرم الله، وأغلقي عن نفسك كل الأبواب التي يفتحها الشيطان ليدلك منها إلى أنواع من مضلات الفتن، واستعيني بالله سبحانه وتعالى على الاستعفاف، وسيعينك الله تعالى على ذلك.

أشغلي نفسك بالشيء النافع، وتعرفي على الفتيات الصالحات الطيبات، واملئي برنامجك بما يعود عليك بنفع، وسيتولى الله تعالى تيسير أمورك وعونك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات