طالب طب وأريد الزواج بسبب الفتن .. فكيف ذاك؟

0 38

السؤال

أنا طالب في الفرقة الأولى بكلية الطب، وبعمر ١٩سنة، كيف أضع خطة جيدة حتى أستطيع أن أتزوج في أقرب وقت؟ باعتبار أن الكلية تستغرق ٧ سنوات، يعني سأتخرج -إن شاء الله- وعمري ٢٦ عاما، غير التجنيد وغيره، وكل هذا وأنت لم تبدأ حياتك المهنية بالفعل، فكيف أستطيع أن أحقق ذلك، وأعف نفسي؟ لأن مسألة الشهوة مسألة صعبة في زماننا الحالي، وأنا أعاني منها كثيرا، خاصة مع التبرج وغيره، مما أصاب بنات المسلمين.

كذلك المسائل المادية للزواج وغيرها ليست بالشيء اليسير، فهذا الأمر يسبب لي تفكيرا كثيرا ولا أعرف كيف أضع له خطة منهجية.

قد يبدو سؤالي غريبا، ولكن حقا أنا أحتاج لمساعدة ونصيحة، فرحم الله من أعان مبتلى.

نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي الفاضل، حقيقة سؤالك ليس بغريب، بل يسعدنا كثيرا أن نجد من يخطط للمستقبل، ويعد العدة لكل المتغيرات في الحياة قبل وقت مبكر، وهذا من فقه الأخذ بالأسباب.

أخي الفاضل، أبشر بالخير والمعونة من الله تعالى، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)، فمعونة الله وتوفيقه وتيسيره لمن يسعى لإعفاف نفسه عن الحرام، كما أن الحرص على عفاف النفس في زمن الفتن والشهوات يستحق الاجتهاد والسعي.

أخي الفاضل، الإعداد لخطة مناسبة للزواج في أسرع وقت تعتمد على عنصر مهم وأساسي، وهي القدرة على "الباءة"، وتعني تحقيق مقاصد الزواج النفسية والمادية والجسدية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فأرشدنا رسول الله إلى طريقين لدفع هذه الفتنة، وهي الزواج لمن يملك الباءة، والصوم لمن لا يملك الباءة، والصوم يضعف أسباب الشهوة والرغبة فيحصل به الحفظ بعون الله.

ما تتعرض له -أخي الكريم- من فتنة هي فتنة عظيمة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء)، والاجتهاد في تحصين النفس والسعي إلى دفع هذه الفتنة لا بد من السعي والاجتهاد فيه بكل الوسائل والطرق، وانتظارك لكل هذه السنوات دون زواج وأنت تتعرض لهذه الفتنة في مكان الدراسة وغيرها، يجعلك معرضا للسقوط في أي لحظة، خصوصا في زماننا المليء بالفتن؛ لذلك ننصحك -أخي الكريم- ببعض الأمور التي قد تساعدك في ذلك:

أولا: الاجتهاد في غض البصر، فإطلاق البصر في الحرام يضعف القلب ويدفعه للتمني والرغبة في الشهوات، وقد ربط الله بين الدعوة إلى غض البصر وتحصين الفرج في سياق واحد، فقال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذٰلك أزكىٰ لهم ۗ إن الله خبير بما يصنعون).

ثانيا: من أفضل الخطط لتعجيل الزواج هي امتلاك مصدر دخل يعينك على تحقيق الباءة؛ لذلك عليك أن تجتهد في البحث عن مصدر دخل يساعدك على تكوين أسرة وفتح بيت، إما من خلال التجارة أو العمل في أوقات الفراغ، أو من خلال اكتساب مهارات تفتح أمامك الفرص لأعمال توفر لك الدخل الإضافي، فنحن الآن في زمن التكنولوجيا التي تتيح لك العمل عن بعد، وتمكنك من إنجاز العديد من المهام دون الحاجة لعمل أو مجهود فعلي، فيمكنك تنمية العديد من المهارات عبر التعلم عن بعد، واكتسب الرزق من خلالها، خصوصا وأنت لا تزال في سن مبكرة، فبادر إلى اكتساب المهارات التي تفتح أمامك العديد من الفرص.

ثالثا: الاقتراض من أجل الزواج، وهو أحد الحلول الممكنة لتعجيل الزواج، وإعفاف النفس عن الحرام، فيمكنك الاقتراض إلى فترة محددة، سواء بعد التخرج أو تقسيط هذا المبلغ خلال فترة الدراسة، بشكل لا يشق عليك، قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله).

رابعا: أن تقصد بيوت أصحاب الفضل والصلاح لطلب الزواج منهم، فهم لا يغالون في المهور، ولا يثقلون الطلبات على الزوج، كما أن البنت غالبا هدفها الزوج ذا الخلق والدين قبل أي شيء.

خامسا: عليك بالدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى، أن يصرف عنك مضلات الفتن، وأن يوفقك للزوجة الصالحة، وأن يدفع عنك الشهوات، وعليك بتقوية قلبك بالطاعات والذكر والأعمال الصالحة التي تدفع عنك هذه الفتن -بعون الله- تعالى.

أخي الفاضل، ينبغي أن تعلم أن الزواج له التزامات مهمة، لا بد من أن تفي بها، من ناحية العناية والاهتمام والمسؤولية، والنفقة ونحو ذلك، فإن تعذر عليك كل هذا فعليك أن تجتهد في الابتعاد عن مثيرات الشهوات، وتحيط بنفسك بالصالحين، والرفقة الصالحة التي تعينك على الخير، حتى تدفع عن نفسك الفتنة والرغبة فيها.

أسأل الله أن يوفقك للخير، ويعينك على تحصين نفسك.

مواد ذات صلة

الاستشارات