لا أستطيع التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي، فما أسباب ذلك؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ضيق الصدر، وأشعر بالاختناق عند التحدث مع الناس، وأسأل نفسي لماذا أشعر بذلك، هل بسبب سواد قلبي؟ علما أني أجد صعوبة في التحدث مع الناس، وهذا الشيء لا يعجبني، أرغب بالارتياح عند تبادل الحديث مع الناس.

أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بما تمرين به من تحديات في التواصل مع الناس والشعور بالضيق، هذه المشاعر لا تعني بأن قلبك أسود، بل قد تكون علامة على القلق الاجتماعي، أو انخفاض في الثقة بالنفس، وهي أمور يمكن التعامل معها وتحسينها.

وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك:

1. محاولة فهم سبب هذا الشعور أمر مهم، هل هناك مواقف معينة تثير هذا الشعور أكثر من غيرها؟ تحديد هذه المواقف قد يساعد في التعامل معها بشكل أفضل، سنفصل في كيفية اكتشاف وتسمية المشاعر لاحقا.

2. ممارسة المهارات الاجتماعية في بيئات آمنة ومريحة يمكن أن يساعد في بناء الثقة، يمكن البدء بمحادثات قصيرة وتدريجيا زيادة مدتها.

3. الذكر والتفكر يمكن أن يساعدا في تهدئة القلب والعقل، يقول الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، (سورة الرعد، الآية 28).

4. الدعاء في أوقات الضيق والتقرب من الله عز وجل عبر الصلاة يمكن أن يجلب السكينة والراحة النفسية، لقوله تعالى: ﴿وقال ربكم ٱدۡعونیۤ أسۡتجبۡ لكمۡۚ إن ٱلذین یسۡتكۡبرون عنۡ عبادتی سیدۡخلون جهنم داخرین﴾ [غافر ٦٠].

5. حاولي التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وفي نفسك، يمكن أن يساعد هذا في تعزيز الثقة بالنفس.

6. الصبر والتفاؤل من الصفات المحمودة في الإسلام، حاولي أن تنظري إلى التحديات كفرص للنمو والتطور الشخصي، لقوله: ﴿۞ قلۡ یـٰعبادی ٱلذین أسۡرفوا۟ علىٰۤ أنفسهمۡ لا تقۡنطوا۟ من رحۡمة ٱللهۚ إن ٱلله یغۡفر ٱلذنوب جمیعاۚ إنهۥ هو ٱلۡغفور ٱلرحیم﴾ [الزمر ٥٣].

7. وجود شبكة دعم اجتماعي، سواء كانت عائلية أو أصدقاء أو مجموعات دعم، يمكن أن يكون مفيدا جدا.

تذكري دائما أن التحديات التي تواجهينها اليوم هي جزء من رحلتك، ومع الوقت والجهد المستمر، يمكن تحسين هذه الحالة.

وللفائدة هنا بعض التوجيهات في كيفية فهم واكتشاف وتسمية المشاعر، والذي هو جزء مهم من الوعي الذاتي والصحة النفسية، هذه العملية تساعد في فهم الذات بشكل أعمق وتحسين طرق التعامل مع المواقف المختلفة، إليك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن أن تساعد في هذا المجال:

1. ابدئي بالجلوس في هدوء وتأمل أحاسيسك ومشاعرك، حاولي أن تلاحظي دون أي حكم أو تقييم، قد يكون الأمر صعبا في البداية، لكن مع الممارسة سيصبح أسهل.

2. حاولي وصف ما تشعرين به بأدق الكلمات الممكنة، هل أنت حزينة، قلقة، متوترة، متحمسة، سعيدة؟ استخدام اللغة لوصف المشاعر يساعد في تحديدها وفهمها بشكل أفضل.

3. يمكن أن تساعدك الكتابة في يوميات على تتبع مشاعرك وفهم الأنماط والمحفزات التي تؤثر عليك.

4. حاولي التعرف على ما يثير هذه المشاعر، هل هناك حدث معين أو شخص معين يثير هذه المشاعر؟ الوعي بالمحفزات يساعدك على التحكم في ردود أفعالك.

5. أحيانا نخلط بين ما نفكر فيه وما نشعر به، محاولة التمييز بينهما يمكن أن يساعد في التعامل مع المشاعر بشكل أكثر فعالية.

6. التحدث عن مشاعرك مع شخص تثقين به، يمكن أن يساعدك على فهمها بشكل أفضل ويقدم لك منظورا جديدا.

تذكري أن اكتشاف وتسمية المشاعر هو عملية مستمرة وجزء من النمو الشخصي والروحي، فالوعي بالذات هو خطوة أساسية نحو الصحة النفسية والراحة الروحية.

أسأل الله أن ييسر لك أمورك ويمنحك القوة والسكينة.

مواد ذات صلة

الاستشارات