السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك بنت قريبة من صديق لي، وهي زميلة في الكلية معي، أنهيت دراستي وهي في السنة الأخيرة، وأنا معجب بها، وأريد أن أتقدم لخطبتها، فهل يجوز لي أن أستخير قبل سؤالها إن كانت تقبل أن أتقدم لخطبتها بعد انتهاء دراستها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، ويرزقك الزوجة الصالحة.
ثانيا: أحسنت بسؤالك عما يشرع لك وما لا يشرع، وهذا من حسن تدبيرك ورجاحة عقلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
ثالثا: قبل أن نجيبك عن سؤالك بخصوص الاستخارة نلفت انتباهك –أيها الحبيب– إلى أن فتنة الرجل بالمرأة الأجنبية فتنة عظيمة يحرص الشيطان على استغلالها، فاحذر من أن تقع في شراكه بأن يفتح لك بابا للتواصل مع هذه الفتاة، ويجرك للوقوع فيما لا ينبغي لك أن تفعله، فاحذر من هذا تمام الحذر، وهذا إنما قلناه لك مع أننا نظن فيك أنك على تمام اليقظة والانتباه، إنما قلناه لك لما شدد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من التحذير من الوقوع في فتنة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فاجعل طريق معرفتك لرغبة هذه الفتاة بالزواج بك أو عدم رغبتها طريقا آمنا، من أن يستغله الشيطان ويستدرجك فيه لما لا ينبغي أن تفعله، فننصحك بأن تستشيرها عن طريق إحدى قراباتك من: أخواتك، أو أمك، أو نحو ذلك.
رابعا: قد أحسنت حين سألت: هل تكون الاستخارة قبل التشاور وقبل معرفة إمكان الأمر من عدم إمكانه، والجواب –أيها الحبيب–: أن الاستخارة بعد أن يكون الإنسان قد فرغ من كل مقدمات الموضوع، بأن يكون قد استشار المخلوقين، وتفقد الموضوع من جوانبه بأنه يصلح له، فإذا فعل ذلك وهم –أي عزم– على الأمر فحينها يستخير الله -سبحانه وتعالى- ويدعو بدعاء الاستخارة، ليطلب من ربه أن يختار له خير الأمرين.
وقد صرح العلماء بأن الاستشارة للناس ينبغي أن تكون قبل استخارة الله -سبحانه وتعالى- كما قال الإمام النووي –رحمه الله– في كتاب (الأذكار): إذا شاور وظهر أنه مصلحة، استخار الله -سبحانه وتعالى- في ذلك فصلى ركعتين من غير الفريضة، ودعا بدعاء الاستخارة.
فهذا بيان واضح من الإمام النووي من أن استخارة الله تعالى تكون بعد مشاورة المخلوقين؛ لذلك ننصحك بأن تبدأ أولا بالبحث عن أحوال هذه الفتاة، وهل تصلح للزواج بها أو لا تصلح؟ وأن تشاورها بالطريقة التي نصحناك بها، فإذا هممت بعد ذلك وعزمت على الخطبة فاستخر الله -سبحانه وتعالى- وسيقدر الله لك الخير.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- لك التوفيق والسداد.