السؤال
السلام عليكم
تعرضت للتنمر قبل 5 سنوات، فساءت حالتي النفسية للغاية، ومنذ ذلك الحين أصبحت معزولا ولا أجلس مع أحد، ولا أتواصل مع أي أحد، ليس لدي صديق، وأنا فقط أعيش منفردا ووحيدا.
تعلقت بشخص في الثانوية لا أعرفه، وأعتقد أن ذلك سببه عدم إحساسي بالأمان، وشعوري بالوحدة ومعاناتي من التنمر.
بقيت متعلقا بذلك الفتى لمدة سنتين، ولكن شفيت من ذلك عندما قررت التعرف على أشخاص من دول أخرى، عبر منصة مخصصة لذلك.
تعرفت على بعض الأشخاص، وتواصلت معهم، وأصبحت صديقا لهم في تلك المنصة، ومع ذلك قررت حذف حسابي من تلك الشبكة؛ لأن هناك من أزعجني، ولأني أعتقد أن تلك الصداقات ليست عميقة وطويلة المدى؛ لأن هؤلاء الأشخاص ليس لديهم نفس القيم والمبادئ التي لدي، وهذا يجعل من الصداقات فاشلة؛ حيث إن الصداقة مبنية على المبادئ والقيم، والاهتمامات المشتركة، وإلا لا فائدة منها.
أنا تركت الجامعة في العام الماضي إلا أن بكاء أمي ومعاناتها دمرني؛ مما جعلني هذه السنة أنخرط في جامعة أخرى خاصة، والتي تكلف الكثير من المال، وذلك للتخفيف من معانات أمي.
هذه السنة، في الجامعة الجديدة، تعرضت للتنمر من جديد؛ حيث إن بعض الطلاب ضحكوا علي أثناء قراءة شيء، والبعض منهم قال لي أشياء مثل: إني مسالم، ومتوحد كثيرا، وساذج.
أنا أريد أن أخرج من تلك الجامعة، ولكن لا أستطيع ذلك بسبب أمي.
أعداد درجاتي أغلبها سيئة تحت المتوسط، وأيضا لا أركز أثناء الفصل، وأيضا غبت كثيرا في الفترة الأخيرة.
لا أعرف ما الحل لحياتي؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك مجددا -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب.. أخي الفاضل نعم إن التنمر سواء في الطفولة أو في الرشد، يمكن أن تكون له آثار ضارة على المدى القصير والطويل؛ مما يؤثر على كامل حياة الإنسان، وفي كثير من الأحيان إن حصل التنمر في المدراس، فيمكن هذا أن يؤدي إلى ترك التعليم وترك المدرسة بالكامل.
إلا أن ترك التعليم والمدرسة ليس هو الحل، فالتجنب ليس هو الحل في كثير من الأحيان، فالتجنب يزيد المشكلة، -أخي الفاضل- كيف تنجو من الآثار الضارة للتنمر، هناك عدة أمور أذكرها:
منها أن لا تلوم نفسك على ما حدث، فالذنب ذنب المتنمر فلست أنت، فأنت الضحية التي تنمر بها.
ثانيا: حاول أن لا تجعل من نفسك هدفا للتنمر من خلال الاقتراب من بعض الناس الذي لا ترتاح لهم، والذي يبدو أنهم قد يتنمرون عليك.
في نفس الوقت يمكن أن تطور عندك مهارة مواجهة المتنمر؛ بحيث تقول له كلمة أو كلمتين لكي يقف عن هذه الإساءة، طبعا من البديهي أن أقول: عليك أن تتجنب أنت أيضا أن تقوم بالتنمر على من هو أصغر منك أو أضعف منك، لا قدر الله.
الأمر الأخير هنا -أخي الفاضل- بعد الاستعانة بالله عز وجل عليك أن تحرص على الصداقات الجيدة، وقرأت في رسالتك أنك ترغب بإقامة صداقات، فهذا أمر جيد، طالما أن هؤلاء الأصدقاء طيبون يمكنك أن تعيش بينهم.
أما بالنسبة للجامعة والدراسة فأرجو أن تعيد النظر بأن تتابع الدراسة، ليس فقط من أجل أمك وبكائها، وإنما لأجلك أنت، وإلا فستعيش مع الآثار النفسية للتنمر، وتجد نفسك قد انسحبت من مجالات الحياة دون علم أو تخصص، فهذا الوضع سيزداد سوءا ولن يتحسن، كما قال تعالى في سورة الرعد: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
إذا احرص على العلم لمصلحتك أنت، ولبناء حياتك، متناسيا ما تعرضت له من تنمر، داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية والتوفيق.