السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تم عقد قراني على شاب، والله يعلم أني شعرت بالثقة تجاهه، حتى أسلوبه ومواصفاته كانت مثالية للرجل الصالح، لكن مؤخرا حدثت معي مشكلة بأني اكتشفت أنه يضيف أشخاصا من الجنس الآخر في هاتفه، وطلبت منه حذفهن وقام بحذفهن أمامي.
صادف أن رأيته يتحدث مع فتيات، بحجة أنهن أصدقاء، وأشعر أنه لم يبتعد عن هذه الأمور، ولا أعرف كيف أتصرف معه.
علما بأنه لطيف معي، والاحترام دائما متبادل، لكنه دائما يتعمد تجاهلي بحجة انشغاله وأراه نشطا في مواقع أخرى!
أتمنى إيجاد حل لمشكلتي هذه، فلا أعرف كيف أتصرف مع هذه الحالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
سعدنا بالإشادة الجميلة بالشاب الذي تقدم لك، وأن صورته مثالية كرجل صالح، ونسأل الله أن يديم هذه الثقة الجميلة بينكم، ولا شك أن هذه الأشياء الجميلة ينبغي أن تمدح وتظهر وتعرض عليه، فالإنسان يحب أن يسمع ما فيه من إيجابيات، وأيضا ينبغي أن نوقن أن هذه الإيجابيات لا تنفي وجود سلبيات، وما حصل من تجاوزات منه مرفوضة من الناحية الشرعية.
لكن نتمنى أن تأخذ حجمها المناسب، وأعتقد أنكم عندما تبدؤون حياتكم الجديدة سيكون عليه من السهل التخلص من بعض رواسب الماضي، وبعض ما اعتاد عليه، ومثل هذه الأمور قد تحتاج إلى بعض الوقت، نحن قطعا لا نملك أن نؤيدها؛ لأن الله لا يرضاها ولا تقبل من الناحية الشرعية، لكن أتمنى أن تأخذ حجمها، وخاصة مع قولك: "إنه لطيف معي واالاحترام دائم ومتبادل بيننا" هذا كله من الإيجابيات، تضاف إلى ما أشرت إليه.
عليه نحن لا ننصح تعكير صفو هذه الحياة بأن تجعلي من الحبة قبة، وتكبري الأمور التي حدثت، بل ينبغي أن تركزي على الإيجابيات وتضخميها، وبعدها يكون هو مؤهلا لقبول النصح، والتخلص من السلبيات.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وننتظر من الفاضلات مثلك أن تكون عونا لزوجها الذي اختارها من بين النساء على بلوغ الحلال، وعلى السير في الطريق الذي يرضي الكبير المتعال، نسأل الله أن يعينك على الخير وأن يجمع بينكم في الخير.
وحبذا لو نجحت في جعل هذا الزوج يتواصل مع الموقع حتى يسمع النصائح من الخبراء الذين هم في مقام آبائه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.
نكرر نحن لا نؤيد أي معصية أو مخالفة، ولا نملك؛ لأن المؤمن ينبغي أن يدور مع هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، لكننا ندعو إلى التريث، وعدم الاستعجال، إعطاء كل خطأ حجمه المناسب، اليقين بأن الزمن جزء من الحل، اليقين بأن تيسير الحلال من السبل التي تضيق على الحرام وتوقف الحرام، فنسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذا الموقف، وأن يعينه على قبول النصائح.
نحن نشكر لك هذا الحرص وهذه الغيرة التي في مكانها الصحيح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.