السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الزائد، مثال: عند الاتفاق مع شخص حتى نلتقي لأول مرة أرتبك وأخاف من المقابلة، أتوتر كثيرا حينما أصل إلى المكان، وأخاف من مقابلة الشخص، ولا أدري كيف يمكنني علاج هذه المشكلة!
أنا لا أضحك أبدا، وابتسامتي باهتة، حتى عندما يمزح الأصدقاء لا أضحك، ويكون وجهي غاضبا، ومن يجلسون معي يعتذرون لي لخوفهم من أنني غضبت من مزاحهم، فأنا أعاني من البرود، وضعف التركيز، وأفضل العزلة منذ طفولتي وظل هذا الشيء معي حتى اليوم، وأتجنب الناس حتى لا أضع نفسي بمواقف محرجة.
أرجو مساعدتي، وهل يوجد علاج للموضوع، وما هي الأدوية المناسبة؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذه التفاصيل التي وردت في سؤالك.
أخي الفاضل: يغلب على ظني من خلال ما ورد في سؤالك أنك تعاني شيئا من القلق والتوتر الاجتماعي، والذي نسميه أحيانا الرهاب الاجتماعي، حيث تتوتر وتضطرب عندما تواجه الناس؛ كالحديث معهم، أو الجلوس والضحك والمزاح، فتشعر وكأنك لست في مكانك الصحيح.
أخي الفاضل: إن هذه الأعراض كثيرة وشائعة بين الناس، بل لعلي أقول: إن الرهاب الاجتماعي هذا من أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الناس، وإن كان الكثير منهم لا يتحدثون عنه خجلا منه، أو خجلا من أن يستهزئ بهم الآخرون، نعم هناك علاج لهذه الحالة، وأهمه العلاج السلوكي عن طريق مواجهة مثل هذه المواقف رغم أنها في البداية ستكون مزعجة لك، إلا أنه مع الوقت ستعتاد عليها.
بينما التجنب؛ تجنب لقاء الناس والخروج للحديث معهم يزيد في تعقيد المشكلة، وعكس التجنب هو المواجهة، فاحرص على الخروج ومقابلة الناس رويدا رويدا، حتى تعتاد على الاختلاط بالآخرين، والحديث دون أن تشعر بأي قلق أو ارتباك.
في كثير من الحالات ربما مجرد العلاج السلوكي ينفع، ولكن إذا وجدت صعوبة حتى مع العلاج السلوكي ومواجهة الناس فلا بأس أن تراجع أحد العيادات النفسية، ويصف لك الطبيب النفسي بعد تأكيد التشخيص أحد الأدوية التي تساعدك على مواجهة الناس، وتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي.
داعيا الله تعالى لك بتمام التوفيق والصحة.