السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرت 12 يوما منذ أن جاءت امرأة لخطبتي، في البداية ترددت؛ لأن الشاب أكبر مني بـ 18 سنة، لكن بعد الاستخارة رأيت رؤيا مبشرة بأنه زوج مناسب لي، ثم استخرت مرة أخرى وارتحت جدا، وعزمت على قبول الزواج منه، بحكم أني رأيت فيه كل المواصفات التي أتمناها في زوجي، فهو رجل متدين، ذو دين وأخلاق، ثم سألنا عنه فقالوا لنا إنه شخص خلوق وطيب، وبهذا تعلقت به، خاصة بعد رؤية صورته، لكنه لم يعد لخطبتي، فقد مرت 12 يوما.
لقد أحببته حبا شديدا، ونيتي أن أجتمع معه تحت سقف واحد في الحلال، وقلبي ارتاح له جدا، هل بعده عني هو نتيجة الاستخارة؟ وهل أدعو الله أن يجمعني معه في الحلال؟ أم أنساه وأكمل حياتي؟
دعواتكم لي بالفرج، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.
لا شك أن صاحب الدين مرغوب، والشاب الذي يأتي البيوت من أبوابها، أو يرسل والدته هذا شاب جاد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله من نصيبك إن كان فيه الخير، وأنت أيضا لا مانع من أن تسألي الله إذا كان فيه خير أن يسهل لك أمر الارتباط به، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
وطبعا لا نؤيد المضي أكثر من هذا، ولكن لا مانع من التواصل مع والدته، أما التواصل معه فلا ننصح به، ولكن الوالدة باعتبارها زارتكم وتعرفت عليكم لا مانع من أن يكون هناك تواصل كما هو بين البشر، وهذا بلا شك يعطي مؤشرات ويؤثر على اختيارات هذا الشاب، إن تواصل الفتاة وأهلها مع من طرق بابهم ولو على سبيل التعارف يعطي مؤشرات إيجابية، ويوضح لهم الصورة، ويوضح لهم أيضا الرغبة في إكمال المشوار، ولكن الإسلام يريد للفتاة أن تكون مرغوبة ومطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.
وإذا كان قد طرق الباب وشاهدك وارتحت إليه، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك وله الخير، ونتمنى أيضا أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، فليس في الشرع ما يدعوك للجري ورائه، ولكن لا مانع من التواصل كما قلنا مع أخواته ووالدته، وهذا يعطي مؤشرات؛ لأنهم يؤثرون على اختيارات ابنهم ويقولون هذه أسرة طيبة تواصلوا معنا وسلموا علينا، أرى أن لا تفرط، وهذا يساعد -إن شاء الله- في إكمال هذا المشروع بالحلال، نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعجل لك بالخير والفرج، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
هذا، وبالله التوفيق.