أريد المشاركة في مسابقة دولية وأخشى الوقوع في ما يخالف الشرع، انصحوني

0 45

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أحب المشاركة في المسابقات وخاصة العالمية؛ لأن فوزي يرفع اسم المسلمين، وهناك مسابقة شاركت فيها لكنها لم تبدأ إلى الآن، وأنا مترددة في الاستمرار في المسابقة لعدة أسباب في ذهني، أود أن تفيدوني وتساعدوني:

1- المسابقة مختلطة، وأنا -بإذن الله- سوف أتبع ضوابط الاختلاط، ولكني أخشى أن غيري لا يتبعها، وأخجل من توجيه النصيحة، أو يكون ذلك صعبا علي، فأنا في تلك الحالة سأكون في مكان فيه منكرات، فهل آثم على ذلك؟

سألت والدتي عن الموضوع ووجهة نظرها، فقالت: إن انسحابي من المكان الذي فيه منكرات يقوي شوكة الفاسدين ويضعف الصالحين، وإنني سأكون مثالا للمرأة المسلمة المحتشمة -إن شاء الله-، وقدوة للفتيات المسلمات، وأكون مثالا لنجاح المرأة المحتشمة وليس كما يظن الآخرين.

2- التحفظ الثاني: سوف يتم تصويرنا ونشر الصور على الإنترنت، ومن آراء الفقهاء أن النقاب ليس واجبا، وأنا محجبة -الحمد لله-، وأخشى استخدام صورنا في مقاطع تحتوي على موسيقى، فهل آثم على نشر الموسيقى؟ وهل أحمل إثم كل شخص سمع الموسيقى التي في المقطع؟ حائرة، فبماذا تنصحوني، وأرجو الرد عاجلا، لأن المسابقة قريبة جدا، وأريد معرفة موقفي قبل بداية المسابقة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.

أولا: نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى والحذر من الوقوع في المحرمات، وهذا من حسن إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

ثانيا: اتضح لنا من كلماتك –أيتها البنت الكريمة– أن المنكر الذي تتوقعين حصوله إنما هو مجرد خشية وليس يقينا أو غلبة ظن، وإذا كان الأمر كذلك فليس عليك حرج في أن تشاركي وتداومي على المشاركة في هذه المسابقة، لأنك لا تتيقنين وجود منكر، وستذهبين إلى مكان لا تعلمين علما يقينا أو ظنا غالبا أن فيه منكرا.

أما إذا كنت تتيقنين أو يغلب على ظنك ظنا غالبا أن هذا المكان فيه منكرات، كتبرج النساء أمام الرجال أو نحو ذلك؛ فإن حضور مجالس المنكر لا يجوز إلا لمن كان قادرا على تغيير المنكر والنهي عنه، فإنه يحقق بذلك مصالح عديدة، ومنها مصالح النهي عن المنكر.

أو كان الشخص محتاجا لحضور ذلك المجلس أو شهود ذلك المنكر لأداء واجب عليه، أو لتحقيق مصالحه المعيشية، بحيث تنقطع مصالحه إذا لم يفعل ذلك، ففي هذه الحال قد جوز بعض الفقهاء حضور مجالس المنكر؛ لأنه يكرهه ويتضرر بعدم حضوره.

أما إذا لم تكن هذه المصالح حاضرة وداعية لحضور هذا المجلس، فإن الأصل هو عدم جواز حضور مجالس فيها منكرات، لأن الله سبحانه وتعالى نهانا عن حضور مجالس المنكرات، فقال في وصف عباد الرحمن: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [سورة الفرقان:72]، أي لا يحضرون مواطن الزور، والمقصود بها مواطن المعصية، وقال سبحانه وتعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [سورة النساء:140]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار فيها الخمر)، والنصوص في هذا كثيرة.

وأما مصلحة كون المسلمين هم الذين يفوزون بهذه المسابقة، أو إبراز دور المرأة أو نحو ذلك؛ فهذه في نظري مصالح لا تستحق أن يرتكب الإنسان المنكرات من أجلها.

فما ذكرتيه عن التصوير وكون هذه الصورة عرضة للنشر واستغلالها في أشياء محرمة، إذا كان هذا أيضا متوقعا ويظن ظنا غالبا فإنه يؤكد ما سبق من عدم جواز حضور هذا المكان.

وبالجملة وإن كنا لا نجزم بتحريم المشاركة في هذه المسابقة لعدم علمنا بحقيقة الحال؛ إلا إن كان يغلب على ظنك أو تعلمين علما يقينيا أن ثم تبرج مع الاختلاط بين الجنسين؛ فإن الأولى لك ألا تشاركي في هذه المسابقة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات